الدين معاملةعاجلمقالات

سفينة النجاة في بحر الطغيان

سفينة النجاة في بحر الطغيان

سفينة النجاة في بحر الطغيان
أرشيفية

كتبت / دنيا أحمد

في زمن بعيد، عاش قومٌ نسوا الله، وعبدوا الأصنام، وازدادوا طغيانًا وظلمًا.
فبعث الله إليهم نبيًّا كريمًا، هو نوح عليه السلام، يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وينهاهم عن الشرك والفساد.

لكنهم سخروا منه، وقالوا:
“ما نراك إلا بشرًا مثلنا!”
وأصروا على الكفر، حتى أن الرجل كان يأتي أولاده ويوصيهم بألا يتبعوا نوحًا.

سفينة النجاة في بحر الطغيان
أرشيفية

ظل نوح عليه السلام يدعوهم ليلاً ونهارًا، سرًّا وعلانية، لمدة ٩٥٠ سنة، فلم يؤمن معه إلا القليل.

وحين رأى نوح أن قلوبهم أقسى من الحجارة، دعا ربه قائلاً:
“ربِّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا…”

فأوحى الله إليه أن يصنع سفينة عظيمة، في مكان لا بحر فيه، وسط سخرية القوم واستهزائهم.

وبينما هم يضحكون…
بدأت علامات الطوفان.

تفجّرت الينابيع من الأرض، وأمطرت السماء بلا توقف.
وأمر الله نوحًا أن يُدخل السفينة من آمن معه، وقليل ما هم، ومعهم زوجان من كل نوع من الحيوانات.

سفينة النجاة في بحر الطغيان
أرشيفية

وارتفعت المياه، حتى حملت السفينة على وجه الطوفان، وغرق كل من كفر بالله، حتى ابن نوح، الذي عصى أمر أبيه وظن أنه سينجو بجبال الأرض، فقال له نوح:
“يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين.”
فقال: “سآوي إلى جبل يعصمني من الماء.”
فقال: “لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم.”
فغرق مع الغارقين.

وبعدما عمّ الطوفان الأرض، أمر الله السماء أن تمسك ماءها، والأرض أن تبلع ما تفجّر منها، فابتلعت المياه، وهدأت الأرض، واستقرت السفينة على جبل يُقال له “الجودي”.

ونجّى الله نوحًا ومن معه، وقال له:
“سلام عليك وعلى أُمم ممن معك.”

سفينة النجاة في بحر الطغيان
أرشيفية

العِبر والعِظات:

• الصبر في الدعوة أعظم جهاد.
• الطغيان مهما طال، فله نهاية.
• لا ينفع النسب بلا إيمان.
• النجاة في طاعة الله، لا في الحصون ولا الجبال.

زر الذهاب إلى الأعلى