التبول اللاإرادي عند الأطفال.. خلل عضوي أم مشكلة نفسية

كتبت: دنيا أحمد
يُعد التبول اللاإرادي من المشكلات الشائعة التي تواجه العديد من الأسر، خصوصًا في مراحل الطفولة المبكرة. وتكمن الحيرة عند الأهل في تحديد السبب الحقيقي لهذه الحالة: هل هو نتيجة خلل عضوي في الجسم؟ أم أنه انعكاس لمشكلة نفسية يعاني منها الطفل؟

أولًا: ما هو التبول اللاإرادي؟
التبول اللاإرادي هو فقدان الطفل القدرة على التحكم في المثانة أثناء النوم بعد سن الخامسة، وهو السن الذي يُتوقع فيه عادة أن يتحكم الطفل في عملية التبول ليلًا. وتنقسم هذه الحالة إلى نوعين:
• التبول الأولي: عندما لا يكون الطفل قد تمكن من السيطرة على التبول أثناء النوم منذ الولادة.
• التبول الثانوي: عندما يعود التبول اللاإرادي بعد فترة من الجفاف الليلي الطبيعي استمرت لعدة أشهر.

ثانيًا: الأسباب العضوية
قد يكون التبول اللاإرادي ناتجًا عن عدة أسباب عضوية، منها:
• ضعف المثانة أو صغر حجمها: مما يؤدي إلى امتلائها بسرعة أثناء النوم.
• التهابات المسالك البولية.
• اضطرابات النوم العميق: حيث لا يشعر الطفل بحاجة التبول أثناء النوم.
• الوراثة: فقد يكون أحد الوالدين قد عانى من نفس المشكلة في صغره.
• مشاكل هرمونية: مثل نقص إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول ليلًا.

ثالثًا: الأسباب النفسية
في بعض الأحيان، يكون التبول اللاإرادي نتيجة اضطرابات نفسية أو ضغوط عاطفية يعاني منها الطفل، مثل:
• القلق أو التوتر بسبب تغيرات في البيئة الأسرية (مثل ولادة أخ جديد أو الطلاق).
• الخوف من المدرسة أو مشكلات في العلاقات مع الأقران.
• انعدام الشعور بالأمان أو الحنان.
• العقاب الزائد أو التوبيخ المستمر.
رابعًا: كيف يمكن التعامل مع الحالة؟
التعامل مع التبول اللاإرادي يحتاج إلى مزيج من التفهم، والدعم النفسي، والمتابعة الطبية. وفيما يلي بعض التوجيهات:
1. زيارة الطبيب لاستبعاد الأسباب العضوية.
2. الابتعاد عن اللوم أو السخرية من الطفل، لأن ذلك يزيد من المشكلة.
3. استخدام جداول المكافآت لتشجيع الطفل على الحفاظ على الجفاف الليلي.
4. تحديد مواعيد منتظمة للتبول قبل النوم.
5. الحد من تناول السوائل مساءً.
6. الدعم النفسي والاستماع لمشاكل الطفل في المدرسة أو المنزل.

خامسًا: متى نلجأ للطبيب؟
يُنصح بمراجعة الطبيب إذا استمرت المشكلة بعد سن السابعة، أو إذا ظهرت بشكل مفاجئ بعد فترة من الجفاف، أو إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الألم أو الحرقان عند التبول.
في النهاية التبول اللاإرادي ليس دليلاً على ضعف أو فشل تربوي، بل هو حالة شائعة ولها أسباب متعددة. والفهم العميق لطبيعة هذه المشكلة والتعامل معها بحكمة وصبر يساعد الطفل على تجاوزها دون آثار نفسية دائمة. فالأهم من كل شيء هو إشعاره بالأمان والدعم من المحيطين به.






