هل العزوبية نعمة على الإنسان أم نقمة ؟.. استشاري العلاج الأسري توضح
كتب: أحمد الدخاخني
بسبب الظروف التي يعاني منها المجتمع المصري سواء الظروف الإقتصادية والمعيشية والثقافية والنفسية, والتي من الممكن أن تؤدي إلى كثرة الخلافات الزوجية ظاهرة الطلاق التي تنتشر بشكل كثيف داخل الأسر المصرية وليس بعيداً جرائم القتل بين الأزواج, أصبح كثير من الشباب يملك إعتقاد بداخله أن العزوبية والعزوف عن الزواج هي السعادة الأبدية التي ليس فيها ضغوطات وتقييد الحريات وهي وقاية من أي شعور نفسي مؤلم أو جرح للكرامة, بينما الزواج يؤدي إلى التنازل عن حرية الإنسان وخصوصياته, وفي هذا الموضوع تواصلت ” عالم النجوم” مع الدكتورة إيمان عبد الله, استشاري علم النفس والعلاج الأسري, لتكشف لنا هل العزوبية نعمة للإنسان أم نقمة ؟.
في هذا الصدد تقول الدكتورة إيمان عبد الله إنها ضد فكرة العزوف عن الزواج طالما العزوف عنه إختياري وليس لظروف إقتصادية او صعوبة لتلبية المطالب الزوجية, وكثير من الناس يعتقدون أن السعادة في العزوبية حينما تكون إختيارية, بينما السعادة الحقيقية في إختيار الشريك المناسب وفي العلاقة التي تجعلك في حالة من الرضا والعفة وفي حالة من الشراكة لأن الإنسان لا يعيش وحيداً وإنما هو كائن إجتماعي, ورغم ذلك هناك العديد من يجد أن تعدد العلاقات سواء الصداقة أو أفراد أسرته هو الحب الدائم وهذا لا مانع له, لكن هناك فرق بين حب الأم والأب وحب الأصدقاء وبين حب الشريك لأن العلاقة الأبدية وطويلة الأمد التي شرعها الله وجعلها في رباط مقدس له شروط وقيود التي تحكم سلوك الإنسان إيجابياً لكي يستمر بشكل لائق يليق به كإنسان وبكرامته وهو ” نص الدين”, والحياة التي فيها عزوبية من الممكن أن تسبب في وقوع الإنسان في الأخطاء, مؤكدةً أن الحياة الحقيقية في العلاقة الزوجية وليست العلاقة العابرة كالصديق الذي يمكن أن يتركك لسفر أو منشغل لزواجه.
وأشارت إلى أن الفرق بين الزواج والعزوبية كفرق بين المتعة اللحظية والمتعة المستمرة أو العلاقة العابرة والمستمرة أو الشيء المقدس والغير مقدس, والزواج مسئولية ومن لديه القدرة أن يكون مسئولاً سيتزوج, فالزواج ليس كله متعة وإنما له سلبيات مثل أشياء كثيرة لها سلبيات, لكن العزوبية ليست هي الملاذ الكامل كما يتهيأها البعض ولا أحد سينفعه في وحالة وحدته وسيفوته قطار كل المراحل الموجودة في الزواج.
وأوضحت الكتورة إيمان أن إيجابيات العزوبية هي ليست إختيارية, حيث إن من الخطأ أن يأخد الإنسان سلبيات الزواج أمامه كمرآة حتى يكون أعزباً على الدوام ويظن أنها الحرية الكاملة, بينما الحرية هي أن يُقيد الإنسان بأمور شرعية, ومن ضمن إيجابيات العزوبية هي أن يدرس الإنسان إستراتيجيات وحلول للحياة الزوجية والتأهيل لها, وهذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه لابد من إنشاء مراكز لتأهيل الشباب للزواج, فعلى الإنسان أن يؤهل نفسه نفسياً وإجتماعياً وإقتصادياً وأن يسافر ويعيش كما يشاء ولكن أن يكون الهدف من ذلك الإستعداد للزواج مثل الطالب الذي يذاكر طوال العام الدراسي إستعداداً للامتحانات, ومن المؤكد أن الذي يرفض الزواج لديه معلومات مغلوطة وسلبية, والزواج هو شرع الله سبحانه وتعالى وحكمته وهو موجود في جميع الأديان وليس الدين الإسلامي فقط بهدف إستمرار الحياة البشرية.
كما أضافت أن الزواج ليس شيئاً معيقاً وإنما نحن من نجعله معيق من خلال عادات وتقاليد, ولكل من ينقد العزوبية أن يفرض إرادته وسيطرته مثل ما قامت به فتيات يقلن ” لا للعنوسة- لا للنيش- لا للشبكة”, فكل ذلك يكسر الحواجز, فبدلاً من الاستسلام والعيش في وهم العزوبية الغير مستقرة كسر الحواجز والبعد عن المحرمات التي يرفضها الله سبحانه وتعالى لأننا خلفيته في الأرض, والزواج للإنجاب أولاً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ” تزوجوا الودود الولود” وهي المرأة التي لها القدرة على الحمل لتعمير الأرض, إنما الذي يريد زواج ” باربي” والتي تريد زواج رجل من الخيال وتأجيل الحمل فهذا هدفه الهروب من المسئولية, والذي يرغب في العزوبية لديه خبرات سيئة سواء من أسرته أو من تجاربه, فلابد من إختيار أخلاقي وديني يرضي الجميع.
واقترحت استشاري علم النفس والعلاج الأسري أنه بدلاً من التشجيع على العزوبية لابد من الثورة على العادات والتقاليد والفهم الخاطئ والترويج للزواج كما شرعه الله, وكيفية معالجة مشكلات الزواج وإختيار الشريك الصحيح, بجانب التأكيد على أن إيجابيات العزوبية هي التأهيل الصحيح للزواج, أن الزواج تقييد للحريات فكر خاطئ, مؤكدة أن الحلول الأسهل هي دائماً الخطأ وهي العزوبية, والضغوطات لا تستمرفي الزواج, فالزواج له ضغوطات وأيضاً العزوبية لها ضغوطاتها, فمن الأفضل التكيف مع الضغوطات في الإطار السوي.