أصغر جمعية خيرية في مصر منذ قرن”.. أطفال الفيوم الخمسة الذين سبقوا زمانهم بالرحمة

كتبت/ دنيا أحمد
في عام 1921، أي منذ أكثر من قرن، نُشرت في مجلة اللطائف المصورة قصة مدهشة يصعب تصديقها، أبطالها خمسة أطفال لم يتجاوز أكبرهم التاسعة من عمره، لكن قلوبهم كانت أكبر بكثير من أعمارهم الصغيرة.
من محافظة الفيوم خرجت واحدة من أندر مبادرات الطفولة في مصر، حيث أسس هؤلاء الأطفال جمعية خيرية أطلقوا عليها اسم “جمعية المساعي الخيرية للأطفال”، بهدف رعاية أطفال الشوارع والفقراء، دون تمييز بين دين أو مذهب.
وجاء تشكيل الجمعية على النحو التالي:
• منير فهمي – رئيس الجمعية
• كامل نصيف – أمين الصندوق
• أنور نجيب عريان – السكرتير
• سليم بطرس وصبحي ميخائيل – عضوين فاعلين
فكرة الجمعية كانت بسيطة لكنها عميقة:
اشترك كل عضو بمبلغ رمزي قدره قرشان صاغ شهريًا، وبدأوا بجمع الاشتراكات في دفاتر يدوّنون فيها كل قرش. وبنهاية كل شهر، كان الأطفال يشترون اللحم والمواد الغذائية، وتقوم أمهاتهم بطهي طعام شهي يوزعونه على الأطفال المحتاجين.
ولم يكتفوا بذلك، بل كانوا يشترون الأقمشة لتفصيل الملابس، والصابون والأمشاط للعناية بنظافة أطفال الشوارع، في مشهد نادر من الوعي الاجتماعي في هذا السن الصغير. لم يسألوا طفلًا عن دينه أو مذهبه، فقط كانوا يرون إنسانًا يستحق العناية.
هؤلاء الصغار، الذين ربما لم يدركوا حينها حجم ما صنعوه، قدّموا درسًا إنسانيًا في العطاء النقي، وتركوا لنا نموذجًا يُكتب بماء الذهب في صفحات التاريخ.
الخلاصة ان في زمن كان الأطفال فيه بالكاد يدركون معنى المسؤولية، كان في الفيوم خمسة أطفال يُعلّمون الكبار أن الخير لا عمر له.
قصة جمعية أطفال الفيوم ليست مجرد ذكرى عابرة، بل رسالة خالدة: أن القلوب الطاهرة قادرة على تغيير العالم، ولو بقرشين صاغ فقط.






