مقالات

أهل القِمة العَارِبة وأفكار الأمة المُستغرِبة

أهل القِمة العَارِبة وأفكار الأمة المُستغرِبة

أهل القِمة العَارِبة و أفكار الأمة المُستغرِبة
أرشيفية

كتب / شريف محمد

كليات القمة حلم كل الآباء لكل الأبناء ، و القسمة والنصيب المتمثلة في المجموع ، بالإضافة لأمور أُخرى ، تظلان هما الفيصل في بلوغ كليات القمة من عدمِه ؛ وحتى إذا التحق الابن أو الابنة بكلية قمة ، هل سيستطيع الاستمرار ؟؟، والأكثر أهمية هل هو أهلٌ لأن يكون من أهل القمة؟! ؛ ولاتخلو حياة أحدنا من قصة عن ابن فُلان أو ابنة عِلان الذي تحصّل على مجموع الطب أو الهندسة ثم غادرها من الباب الخلفي لاستنفاذ عدد مرات الرسوب .

..ولا نذكر أن من بين أسباب الرسوب عدم إتقان اللغة الإنجليزية ، أو ضعفه فيها ، بل على العكس غادر الكثيرون كليات القمة مفصولاً مع الاحتفاظ بلغته الاجنبية القوية .

..كما أنه في عيادات الواقع ، الأطباء الأمهر هم أولئك القادرون على توصيل وتبسيط المعلومة للمريض ، والأبرع بينهم من يستطيعون توصيف ما يشعر به المريض من خلال تعبير مصري صِرف مثل: ( كَرشة النَفس، وغممان النِفس ، والزغللة ) أو لفظ عربي صريح فصيح ؛ هؤلاء البارعون لغتهم الإنجليزية ، ودراستهم المتعمقة خدمتها مقدرتهم على استعمال اللغة العربية .

..يا سادة لن تكون ترجمة مناهج الطب أو الصيدلة أو الهندسة ، أو تعريبها، عائقاً أو حائلاً بين تفوّق دارسيها في دراستها ، ثم براعتهم في ممارستها ، وما سر و سبب هذهِ الثقة في قدرة اللغة العربيةعلى استيعاب العلوم و الطب والصيدلة والهندسة ؟ ، الجواب في شطرين ، الشَطر الأول : تاريخي ، فالعرب البارعة المُستعربة التي ترجمت لكل العلوم اللاتينية في عصور النهضة ( عصر العباسيين والمماليك ) ، أخرجوا وأبدعوا بلغتهم في كل علم ما لم يستطع غيرهم عند ترجمته إلاّ نقله بمسماه العربي ؛ والشط الآخر راجع لطبيعة تكوين اللغة العربية التي تمتلك فنون مثل النحت والتركيب ( الإضافي والمزجي ) ، تجعلها قادرة على توليد لفظ لكل مُصطلح .

وأخيراً فمُتقِن العربية كلغة هو ممتلكٌ لكل العلوم ، فليس في العربية مصطلحات طبية وأخرى هندسية؛ ولا يُنسِنا ما حلّ بالغالية ” سوريا” أنها صاحبة تجربة رائدة في ترجمة الطب ، وكان أطباؤها ولا زالوا مِلأ السمع والبصر في دول الخليج العربي مع أشقائهم المصريين ، في ظل وجود آخرين من آسيا لغتهم الأقوى الإنجليزية لكن جهلهم بالعربية وقف حائلاً بين نجاحهم وسط المجتمعات العربية .

..ولندع أصحاب الاختصاص من أهل الأزهر لتجربتهم فقد نسترد أمجاد الأجداد ، فالناسُ أعداءُ ما يجهلون ، ولنتذكر دائماً أنهُ( بلسانٍ عربي مُبين..) .

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: <b>Alert: </b>Content selection is disabled!!