“أيها الزوج” لا تتلاعب بشرع الله
بقلم الكاتبة / دينا شرف الدين
{ كتفها و صعقها بالكهربا و حرق شعرها و ضربها ضرب مبرح ،
كل ده ليه ، علشان رفضت منحه حقه الشرعي قبل صلاة الجمعة بدقائق }
لا أدري من أين أبدء ، فما قرأته عن تلك القصة المروعة يستحق جد التوقف و الكثير من التأمل ،
فما فعلته الزوجة حتي و إن رفضت حقاً شرعياً بناءً علي أسباب نفسية و جسدية لا يمكن أن تقابله تلك القسوة و هذا التجبر من هذا الزوج الذي قام برد فعل مضاعف مئات المرات لما قابله من فعل تحت مظلة شرع الله الذي يمتلكه كذريعة لسلوك إجرامي لا يرضاه الله و لا يقبله بشر.
لذا :
فقد آن الأوان لوضع قوانين واضحة لتحديد العلاقة بين الزوجين بما لا يخل بشرع الله الذي يتلاعب به المتلاعبون بعدة قضايا شائكة أهمها قضية تعدد الزوجات و ضرب الزوج لزوجته علي اعتبار أنها حقوقه الشرعية ، و التي إن لم يتم تقنينها من خلال تشريعات قانونية واضحة ، ستظل قنابل موقوتة تهدد أمن و استقرار المجتمع بأسرة ، إذ أنها تخص الأسرة التي كما نعلم هي نواة المجتمع ، و التي إن صحت و استقرت صح المجتمع و استقر.
هل يخفي علي أحد :
أن هذه الظاهرة التي تنتشر بغالبية البيوت المصرية و التي يستعرض بها الرجل عقد نقصه المختلفة بالإستقواء بدنياً بما منحه الله من قوة تخص جنسه كرجل علي امرأة لا تمتلك من قوة البدن و لا النفس ما يمتلكه ؟
هل هناك تكافؤ بهذا العراك الذي حتماً سيتوج بفوز الرجل ؟
هل تكون الرجولة و المروءة أن يستقوي هذا القوي علي هذه الضعيفة ليثبت أنه القاهر المسيطر متسلحاً بشرع الله ؟
هل يلتزم هذا الزوج بكافة حدود الله الأخري و يلتزم بالصلاة و الصيام و الزكاة قبل أن يتمسك بما يمتلكه من حقوق علي زوجته ؟
( قطعاً لا يلتزم ، فما ذكرته عن الزوج الذي أصر علي حقه الشرعي وقت صلاة الجمعة قد أثبت ما أتحدث عنه )،
هل يلتزم الزوج بالمودة و الرحمة التي وردت بكتاب الله قبل أن يتشبث بما تلاها من حقوق تأديبية لا تنطبق إلا علي الزوجة المتمردة تماماً ، و هذا الفعل التأديبي لا يمكن أن يكون ضرباً مبرحاً قاسياً لكنه كما تم تفسيره ضربة رمزية خفيفة علي كف اليد ؟
فهؤلاء الذين يأخذون من كلام الله ما يتفق مع هوي أنفسهم و يغضون البصر عن غيره قد قال فيهم المولي عز وجل :
{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}. سورة البقرة ، “٨٥”
صدق الله العظيم
فقد وجب ردع هؤلاء المتلاعبين بشرع الله من خلال سرعة وضع القوانين الملزمة و فرض العقوبات علي كل متجاوز مبالغ متكبر ،
و كما أكدت الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أصدرها سيادة الرئيس علي تعزيز مكانة المرأة و حمايتها من كافة أشكال العنف الذي تتعرض له و حقها بالعمل و صون كرامتها و حفظ كافة حقوقها ،
و قد أوضحت النائبة التي تقدمت بمشروع قانون لعقوبة ضرب الأزواج ،أن قانون العقوبات لا يوجد به نص يجرم ضرب الزوج لزوجته أو الزوجة لزوجها، ولذلك تم إجراء تعديل على المادة 242 من قانون العقوبات تزيد العقوبة بالسجن مدة لا تزيد على 3 سنوات إذا حصل الضرب أو الجرح من الزوج إلى الزوجة أو من الزوجة للزوج باستعمال أية أسلحة أو عصى أو أدوات أخرى ونشأ عن ذلك عجزا عن العمل مدة تزيد على 20 يوما، وتزيد العقوبة إلى 5 سنوات سجنا في التربص أو الاستعانة بأخرين من ذويه، ونشأ عن الضرب عجزا عن العمل مدة تزيد على 20 يوم .
نهاية :
ربما تكون القوانين التي تفصل حدود استخدام الحقوق الشرعية التي تتضارب في تفسيرها الأقوال طوق النجاة لجيل بأكمله من تبعات المرض النفسي للأبناء الذين يقضون مراحل طفولتهم بأجواء أسرية غير آمنة يشوبها العنف و التوتر و الذي عادة ما يؤدي للطلاق الذي ارتفعت معدلاته بمصر لتتصدر قائمة الدول بأعلي نسب الطلاق ،
ناهيك عن هؤلاء الأطفال المصابين بأمراض نفسية عادة ما تتفاقم لتسفر بمراحل عمرية أخري كالمراهقة و الشباب عن قطاع جديد من المدمنين الذين كانوا نظراً لقسوة ظروفهم العائلية فريسة مطيعة لمروجي المخدرات و أصدقاء السوء.
فلنخرج ببعض التعديلات القانونية و الضوابط المجتمعية من دوامة كلما دارت دائرتها توسعت و تضاعفت خسائرها ،
بحجة و ذريعة شرع الله التي يتذرع بها بعض الجهلة بشكل سماعي متوارث لتراث عفن من المعتقدات التي لا يرضي عنها الله و التي آن الأوان لاقتلاعها من جذورها.
فقد شبه النبي صلي الله عليه وسلم الأنثي بالقارورة التي لا تتحمل العنف والقسوة .. .. وإن حدث ذلك فهي معرضة لـ (التحطم)
فيا معشر الرجال : (رفقاً بالقوارير ) .