إدارة إلاعلام ام إعلام الإدارة بقلم: على إمبابي
العلاقة بين جنوح الباخرة إيفرجرين وموكب المومياوات الملكية، علاقة دروس مستفادة فى الاستثمار وإدارة الأزمات وتسويق الدول، والإدارة والإعلام هما كلمة السر لاستيعاب هذه الدروس والعمل لتطويرها.
ولنبدأ بقناة السويس وأزمة إيفرجرين: اختبار قدرى جديد، أنقذت مصر منه العنايه الالهيه وسواعد رجالها، حدث عالمى جعل مصر الحديثة تقفز على شاشات بورصات العالم وإعلامه، بتحدٍ صارخ لإمكانيات مصر الآن وقدرتها لإدارة الأزمات الدولية. ورغم نجاح مصر بحلول مصرية خالصة، لم يسلط الإعلام أو يستفد بهذا الدرس الإيجابى بصورة منهجية، لتسويق مصر الحديثة بصورة محترفة. للأسف شارك الإعلام المصرى والسوشيال ميديا بإدارة مريبة للحدث، لم تنصف أبطال الحل أو الإدارة المصرية لتصديها لحل الأزمة.
عملية إنقاذ السفينة إيفرجرين
وقائع المحنة ودور منفذى عملية الإنقاذ تصلح مادة درامية لعمل فنى وتغطية إعلامية حقيقية ترفع الروح المعنوية لـ100 مليون مصري، بأمس الحاجة لاستكمال الثقة بمنظومة الإدارة المصرية المعاصرة. ما تم قصة نجاح حقيقية تقارب روح العبور العظيم.
ويلزمنا معرفة الدروس المستفادة بحل الأزمة، كالمنهجية والتنفيذ، تكوين وإدارة فريق العمل، صناعة القرار، ترتيب القيادة، العمل تحت ضغوط دولية سياسية واقتصادية، وغيرها من أسس الإدارة التى صمت عنها الإعلام وتعامل معها بسطحية للآن.
ولنأتى الحدث الذى لايقل أهمية عن الحدث السابق موكب المومياوات الملكية، هذا ليس حدثا مصريا أو عالمى الهوية فقط، ولكن معاصرته لأزمة إيفرجرين وأنظار العالم لمصر مُكافحة كورونا وإنجازات العاصمة الإدارية والبنية التحتية وشبكات الكبارى والمونوريل والقطارات الجديدة بالتوازى مع حادثة قطار الصعيد، جعل توقيت الحدث وهويته مُركب القيمة وفرصة لنحت صورة ذهنية جديدة. نجحت مصر بالاستعدادات الأمنية والفنية الضخمة المواكبة للحدث، رغم سطحية الصراع الإعلامى مؤخرا لاختيار الممثلين مصاحبى الحدث والجدل الدائر وضعف التركيز لانعكاس رحلة مصر القديمة نحو مصر الجديدة. أتى الإخراج والأضواء مبهرين.
الخبرات التسويقية العالمية
ولكن تمنيت استخدام الخبرات التسويقية العالمية لإعادة تكوين وتقديم الصورة الذهنية لمفهوم الردع لمصر الذهبية بهذه المرحلة بالذات، فنغنم مكاسب سياسية واقتصادية وسياحية واستثمارية، تدعمنا بحل سد النهضة ومفاوضات الغاز لم يوجد منذ بداية القرن 21 أن حقق بلد نجاحا تاريخيا ومعاصرا بزمن قياسى وتأثير عالمى مثل أزمة إيفرجرين وموكب المومياوات، بذات مرحلة اجتياح كورونا لدول العالم وفرضها الجمود والحجر الصحى والتجارى والسياحى عليهم. لا شك أن الإدارة المصرية بذلت أكبر جهودها، ولكن لمصر نجومها العالميين بالعلوم والصناعة والتمثيل والرياضة والسياسة وغيرها، جديرين بمصاحبة الحدث والاستفادة عالميا من سمعتهم ومشجعيهم ومريديهم، ليكون الموكب تسليم مصر من ملوك القديم لملوك الحاضر بكل المجالات .
ولكن هذا لا ينال مما تم تنفيذه بحال، فهى نزعة الكمال كمصريين تفرض علينا تدبر المشهد بأكبر قدر من الاستفادة والإنجاز. دوما الإدارة والإعلام كلمتا السر المحتاجة تطويرا لتكون مصلحة مصر هى الحاكمة لا المستفيدين منها. الموضوع ليس بمليارات عائد مساحات إعلانية أو تنشيط سياحى أو إعجاب موسيقي، ربما لأن مصر كنز لا تنضب خيراته، ولكن آن الوقت لتطوير إدارة الصورة الذهنية العالمية لمصر، باحتراف يناسب أزماتها ومهمتها ونهضتها المعاصرة بعيون العالم.
كمصرى غيور على بلده وتاريخه وإنجازات حاضره، أدعو المصريين لمراجعة علاقتهم بالإدارة والإعلام والتصدى بجدية لتحسين صورة مصر عالميا، سواء كان تراثيا أو معنويا ببروزة انتصار إيفرجرين، أو تاريخيا بإعادة دراسة الإخراج العالمى لتقديم مصر القديمة بعيون عالم، يتهاوى ويشهد شموخنا معا.
نحن نحتاج الخروج من إدمان مصر ببيروقراطيتها لمصر المحتاجين همتها، وتناضل صاعدة بقوة المثابرة، رغم شبح إيفرجرين وجائحة كورونا والتحديات التى تواجهها الاداره المصريه سواء كانت داخليه أو خارجية .
العلاقات والتحديات واحدة ومستمرة والوقت مازال فى صالحنا