إسماعيل ياسين ضحكة الزمن الجميل وقلب لا يعرف الكراهية

كتبت / مايسة عبد الحميد
إسماعيل ياسين (1912–1972) كان واحدًا من أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ الفن المصري والعربي. تميز بخفة ظله وبساطته الشديدة، سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا. شخصيته الإنسانية انعكست بوضوح على تعاملاته مع زملائه وجمهوره.

علاقاته الإنسانية:
كان إسماعيل ياسين محبوبًا بشدة بين الوسط الفني، معروفًا بكرمه وطيبته.

رغم أنه عاش حياة صعبة في طفولته (حيث اضطر للعمل مبكرًا بعد وفاة والدته وسجن والده)، لم تؤثر قسوة الحياة على قلبه الطيب.
كوّن صداقات قوية مع عمالقة عصره مثل عبد الفتاح القصري، وشكوكو، وأنور وجدي، الذي ساعده كثيرًا في بداياته.
عرف عنه التواضع الشديد؛ فلم يكن يتعامل مع من حوله بتكبر رغم شهرته الطاغية.
في أواخر حياته، عندما تراجع نجمه وواجه صعوبات مالية وصحية، لم يشكُ ولم يغضب من تجاهل البعض له، بل قابل ذلك برضا وصبر.

لم يُعرف عن إسماعيل ياسين أنه كان رياضيًا بالمعنى المعروف، أو أنه مارس رياضة بشكل منتظم.
لكن بحكم طبيعة أدواره التمثيلية، كثيرًا ما جسد شخصيات عسكرية أو بوليسية في أفلامه (مثل سلسلة أفلام “إسماعيل ياسين في الجيش”، “في البوليس”، “في البحرية”)، ما تطلّب منه تدريبات بدنية بسيطة لأداء بعض الحركات بشكل كوميدي مقنع.
كان يحب الرياضة الخفيفة مثل المشي، لكن لم يرتبط اسمه بنادٍ رياضي أو رياضة معينة.
روحه المرحة ظهرت حتى في المشاهد الرياضية بأفلامه، حيث قدّم الكوميديا المرتبطة بالرياضة بأسلوب ساخر ولطيف.
رغم أن الحياة لم تمنحه بداية سهلة، ظل إسماعيل ياسين يحتفظ بروحه الطيبة وضحكته الساحرة. لم يكن فقط صانع بهجة على الشاشة، بل كان أيضًا إنسانًا بسيطًا يعامل الجميع بود واحترام، من أصغر عامل في المسرح إلى أكبر نجم في الوسط الفني.
موقف إنساني رائع:
يحكي المقربون منه أن عبد الفتاح القصري، عندما أصيب بالعمى المفاجئ على المسرح أثناء عرض مسرحية كان يشارك فيها مع إسماعيل ياسين، لم يتخلَّ عنه. بالعكس، وقف بجانبه وساعده ماديًا ومعنويًا، وسانده في محنته رغم ضغوط الحياة.
كان إسماعيل ياسين يعشق لقاء جمهوره. كثيرًا ما نزل بعد العروض من على المسرح ليصافح الحضور بنفسه، خاصة الأطفال وكبار السن، وكان يرفض أن يغادر حتى يطمئن أن الجميع قد استمتع.






