الأجيال السابقة والتحول الحضاري .. بقلم: حماده عبد الجليل خشبه
هل اختلفت الجينات بين البشر من جيل الالفية الحالية عن سابقاتها بالتحول الحضاري.. ففي اربعينيات القرن الماضي كانت رؤوس الأشخاص تركز بقراءة الصحف، وفي الستينيات اصبحت تركز بالتلفاز وما يعرضه ، واليوم اصبحت رؤوسنا منغمسة بالحواسيب المحمولة والأجهزة الذكية .
ان القلق حول اضرار التقدم الحضاري على مجتمعنا يعيد نفسه مرارا وتكرارا ، وسيبقى كذلك ، لقد جعلت وسائل التواصل الاجتماعى من البشر اشخاص بلا حياة اجتماعية، او بمعنى اخر جعلت لهم حياة اجتماعية زائفة.
يقول بعض الأشخاص أن مايحدث مع التكنولوجيا في ثقافتنا ومجتمعنا هو مجرد تطور، فالتكنولوجيا لا تخلخل التفاعل الانساني بين الاشخاص، بل انها بدلا من ذلك تكشف للناس ما هم عليه في الحقيقة.
ويقول البعض الآخر ، كلما تعمقت على مواقع التواصل الاجتماعى كلما ابتعدت عن اقاربك واصدقائك ، انه سحر الانترنت فقد جعل من البشر توحد رهيب بتلك الشاشات فانت على اتصال بالشاشة لا من ورائها.
وهناك آراء أخري تقول ، أن التكنولوجيا توفر لنا طرق عمل ومسارات تفاعل اضافية على اتجاهاتنا السلوكية، فعلينا ان لا نشعر بالأسف حين يقوم شخصان في موعد لهما بالنظر كل الى هاتفه الشخصي ، لأننا جميعا نعلم ان هذه الهواتف تعتبرا مخرجا او متنفسا بنّاءا ليقوم كل شخص بتركيز انتباهه بدلا من الخوض في نقاشات جدلية او المضي بصمت يحرج كلا منهما، وفي نهاية المطاف اذا لم يكن هنالك اعجاب متبادل سيهمل الطرفان بعضهم البعض .
كانت العائلة عبر القرون السابقه مترابطة ومتماسكة ، وزيارة الأقارب والأصدقاء في بيوتهم كان لها رونقا مختلفا عن الآن ، لقد اصبحنا متوحدون بتلك الشاشات مدمنون عليها حتى بات اللقاءات بيننا وبين الاقارب ضئيلة وقليلة وباردة بل اصبحنا نتهرب منها بحجة اننا نتواصل معهم عبر الانترنت .
هل أصل مشكلتنا هو اننا نبدي فزعنا من كل شئ لم نره أمامنا ونحن نكبر، وكل وسيلة إعلامية تظهر حديثا تجلب معها الخوف من انهيار المجتمع أو فساده ، أم أن الحقيقة هي ان الناس دائما ما يبحثون عن طرق جديدة للمتعة واللهو .
أصبحت محتارا هل تقوم التكنولوجيا بتغير الأشخاص عبر الزمن ام أنها وسيلة اتصال سرعة ومفيده عبر تطور الزمن ولابد أن نتطور مثلما يتطور الزمان ، ففي القرون الماضية
كان الإنسان يستمع إلي الراديوا في منزل أحد الأقارب أو الجيران ويستمتعون بقصة ابو زيد الهلالي ، ومع تطور التكنولوجيا ظهر في عالمنا التلفاز وكانت الجيران تجتمع وتجلس في منزل الجار صاحب التلفاز الجديد ليشاهدون المسلسلات القديمه ويستمتعون بهم وكان هناك ألفة ومحبه ببعضهم البعض ثم أصبح التلفاز متواجد في كل منزل فأصبحت الجيران تبتعد عن بعضهم البعض تدريجيا حتي وصلت إلي الاسرة نفسها في البيت الواحد بتواجد التليفونات الذكية والانترنت فأصبح كلا منهم يعيش مع عالمة الافتراضي ويبتعد بسرعه رهيبة عن العالم الواقعي الذي يعيش فيه .
علينا أن نعي جيدا أن التطور هو سن الحياه ، فلابد من وجود التطور في حياتنا اليوميه ، ولولا وجود التطور والاختراعات المذهلة لعاش المجتمع في جهل وظلام .
اهمس في اذن الشباب المتواجد علي مواقع التواصل الاجتماعي ليلا مع نهارا أن يدرك أن الحياه ليست كلها علي مواقع التواصل الاجتماعي فإن لبدنك عليك حق ولأسرتك عليك حق ، والوقت الذي تقضيه علي الانترنت ومواقع التواصل المختلفة لابد أن يكون محددا وتجعل منه وقتا للبحث عن المعلومه للاستفاده منها وأن تطور من ذاتك ، ومشاهدة الكورسات المختلفة حتي أن تتطور من وتتعايش مع التطور المجتمعي ، وان تبتعد عن إشباع رغبات التي لا تثمن ولا تغني من جوع .
ف متى سنفيق من تلك الاضحوكة المسماة وسائل التواصل الاجتماعى الوهمي التى هى فى الاساس سم فى العسل ، عليك استغلالها والاستفادة منها للبحث عن وظائف ، مشروعات ، تعليم ، معلومة معينة تبحث عنها ….الخ . فهذه هي قمت الاستفادة من مواقع التواصل المختلفة.