فضائيات T.Vمقالات

الإعلامي حمدي رزق يكتب: سلامتك من الآه..

الإعلامي حمدي رزق يكتب: سلامتك من الآه..

الإعلامي حمدي رزق يكتب: سلامتك من الآه..
الإعلامي الكبير حمدي رزق

 

متشوق لقراءة ما سيخطه الأستاذ «مفيد فوزى» عن تجربته القاسية فى مواجهة فيروس كورونا (المستجد علينا).. الحمد لله تعافى، والبشرى زفتها كريمته وقرة عينه «حنان».

معلوم الأستاذ مفيد متحسب دوما، يفكرك فى حذره بوسوسة طيب الذكر موسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب»، ويتبع نظاما حياتيا صارمًا، كالفيلسوف «أنيس منصور»، الأستاذ مفيد يخاف من الهوا الطاير، ويخشى من النسمة، وكمامته على أنفه دومًا، ويطالع النشرة الجوية جيدًا قبل الخروج من بيته حذرًا.

سلامتك أُستاذ مفيد، لسان المحبين، كنا قلقين، والقلق فرض عين على الأحباء فى زمن الوباء.. تواصلوا تحابوا، خففوا عن المضروبين بكورونا العذاب.. بكلمة، الكلمة الطيبة تشفى، بعض الكلمات كحبات الدواء.. أنجع من الدواء.

استراحة إجبارية من تعب الحياة، استراحة محارب يحارب الوباء، لا يستطيب الأستاذ مفيد مثل رموز جيله الراحة، ولا يميل إلى الركون المحبب فى فضاءات العمر الفسيحة أطال الله فى عمره، وكما قال أبوالعلاء المعرى:

تعب كلها الحياةُ فما أعـ

جبُ إلا من راغبٍ فى ازدياد

نعم تعب هى الحياة، فلا تعجب من أن الأستاذ مفيد راغب فى ازدياد.

أعلم علم اليقين أن الأستاذ مفيد كافح كورونا بالكتابة، خطه جميل، مضروب بالكتابة، لا يكل ولا يمل كتابة، ويجتهد.. لا يجلس جنب الحائط يُمنى نفسه بجملة تسقط فوق رأسه كـ«تفاحة نيوتن»، عامل عليها، يشقى ويتعب، لو أخلص شاب إخلاص كبير السن والمقام الأستاذ مفيد فى كتابته لشهدنا صنوفا من الكتابة المعتبرة، يستأهل وصف الكاتب الكتوبة، والجملة مقتبسة من مأثورات طيب الذكر الأستاذ «عبدالعظيم مناف» يرحمه الله.

سلامتك من الآه، واستتبعها بما تيسر من مناقبية الأستاذ مفيد استحقاقا، لن ننتظر كثيرًا حتى نكرم صنيعهم، ونحتفى بإبداعهم.. كورونا توقظ الحميمية المفقودة فى صقيع الحياة.

محبة الأستاذ مفيد ترتسم مقالات يضمنها أفكاره المدهشة وأحكامه القاطعة، وجمله الراقصة، ترقص جمل الأستاذ جميعا على نغم حبه لمصر.

يتجنب الصخب رغم صخب كتابته، وتعجب، لماذا كل هذا الصخب من حوله، حتى فى مرضه، وكيف يحتمل كل هذا الضجيج وهو هادئ مرتاح البال يسمع «قارئة الفنجان»:

مقدورك أن تمضى أبدا فى بحر الحب بغير قلوع

وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع

وتسأل كيف يغمض عينيه وكل هذه المشاهد تمر أمام عينيه، فلا يجفل ولا يحفل ولا يخشى ولا يتراجع ولا تلين عريكته، يقينًا عركته الخطوب، وعذبته المحن، وعانى فقدًا، واحتواه حزنًا، ولكنه مع طلة الصباح وصوت فيروز فى الخلفية، يرسم لوحات من كلمات مطعمة بعلامات تعجب كثيرة من صمود هذا الفارس فى وجه الوباء.. سلامتك أستاذ مفيد.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى