- التضحية والعطاء دون إنتظار مقابل كانت أسمى معاني الحب أصبحت الطريق السريع للفشل وخيبة الأمل
- التضحية و العطاء دون مقابل طريقك لخيبة الأمل .. بقلم / دعاء سنبل
التضحية و العطاء دون مقابل طريقك لخيبة الأمل
التضحية والعطاء من أجمل الصفات التي يمكن أن يتحلى بهم أي شخص ، لكن الإنسان المعطاء بدون حدود أصبح وكأنه شخص شاذ في هذا الزمان ، وأكثر عرضة للخذلان ممن حوله وبالأخص من الشخص الذي ضحى من أجله بكل شئ ، نرى عندما يتعود أحدى الطرفين على الأخذ دون أن يعطي المقابل يصبح شخص أناني لا يفكر إلا في نفسه فقط ، ويرى الشخص المعطاء وكأن ما يقدمه واجب وفرض عليه لا يستحق الشكر والتقدير على ما يقدمه من أجل الأخر .
التضحية في الحب هي
أن يتخلى الشخص عن بعض معتقداته وأفكاره حتى يتقرب من الطرف الآخر ، أن يفعل مايحبه الطرف الأخر لكي يرضيه حتى ولو على حساب نفسه ،أن تغير بعض الصفات والعادات “طبعك و شخصيتك ” .. لأنه إذا كان لابد من الحب، فلابد من التضحية، ولابد من الألم، فلنجعل من أنفسنا شموعاً مضيئة لأحبابنا ولو على حساب أنفسنا ، من أجل من تحب وخصوصا إذا كان هذا الشخص يستاهل أن تضحي من أجله وسيقدر جيدا ما تفعله من أجله .
من يضحي أكثر هو من يتألم أكثر
نجد أكثر الأشخاص تضحية هم أكثر الأشخاص حبا للطرف الأخر وفي نفس الوقت أكثرهم نصيبا في الغدر والألم ، والمحاربة من أجل بقاء من يحب ، حتى ولو على حساب سعادته ونفسه ، وهذه أخطر أنواع التنازلات .. أن يتحلى الشخص عن سعادته وراحته من أجل من يحب دون إنتظار أي مقابل غير حفنة من الأهتمام أو من أجل أن يظل متواجد بجانبه ، لأنه من يحب ويضحي بهذا الشكل من أجل من يحب لن يستطيع مهما حدث أن يحب مرة أخرى ، مهما تحمل من ألم ووجع .. وكان بداخله حسرة وكسرة من الشخص الذي كان وفيا ومخلصا من أجله وأعطاه كل ما يملك من مشاعر ، ومهما قال له من حوله أنه مخطئ لا يسمع سوى صوت قلبه
فقد يعتاد الطرف الأخر على أن يأخذ منه كل شئ ، يظل يتحمل ألم رهيب لا يشعر به غيره ، قلبه وكأنه أنشق نصفين ، وإذا فارقه من ضحى من أجله وأعطاه كل شئ يعيش في عزلة ولكنه لا يستطيع أن يرى غير حبيبه ويظل بداخله وفاء له رغم وجعه له وغدر به في بعض الأحيان .. لكنه يفضل أن يتألم وتظهر عليه علامات الحزن التي تتحول بعد وقت لتجاعيد على وجه ، وكأنه كبر قبل أوانه وتنطفئ ضحكته ولكنه الألم المدفون داخل ركن مقفول وساكن بقلبه ، الألم الذي أختار أن يتألمه بنفسه الألم الممزوج بالوجع والدموع ، والعزاء الوحيد لهذا الشخص أن يرى من يحب مبسوط حتى لو بعيد عنه
محدش هيتوجع أوي غير لو حب أوي
الألم الحقيقي الذي نشعر به بعد الفراق .. عندما نمشي في الطريق وعيناك تبحث في صمت على من نحب .. نتخيل وجوده في المكان ونشم رائحته في كل ركن كان متواجد فيه من قبل ، ودائما ما نحاول أن نقنع أنفسنا بأنه سيشعر بتضحيتنا في يوم من الأيام ، ويعود ويقدر قدر تضحيتك من أجله .
و للأسف محدش هيحس بيك الا اللي ضحي من أجل سعادة طرف تاني في حياته ..غير ذلك لن يشعر بك أحد ويعتقدون أنك شخص غير طبيعي .. الألم والكارثة والوجع الحقيقي هو أنك تحب بجد وتخلص وتضحي بكل شئ من أجل من لايستحق من أجل شخص خانك وضحى بيك رغم كل ماقدمته له ، وقتها تشعر بفقدان الوعي وكأنك في دنيا أخرى ، تشعر وكأن كيانك كله يهتز وكأنك صعقت بالكهرباء .. عيناك لا ترى إلا صور مشوشة ودموعك في عينيك تحول النور إلى ظلام كاحل .
وجع يجعلك تسأل نفسك كل يوم مليون سؤال .. لماذا بعد كل ماقدمت من حب ووفاء ؟! .. لماذا لم يقدر ما فعلته من أجله ؟! .. وستصل بالنهاية شخص منعزل بداخله صراع ودائما يلوم نفسه ويسألها هل كنت مخطئ لأنى أحببت بكل كياني أم أني أسأت الأختيار وأحببت شخص لا يستحق كل ما فعلته من أجله ..
الإعتدال والمشاعر المتبادلة هي التي تساعد الحب على البقاء
يجب عندما تحب ألا تضحي إلا من أجل من يستحق من أجل من يحبك بصدق ، من أجل من يبادلك نفس شعورك .. يجب أن يعرف كل طرف جيدا ماله وماعليه ، أي يجب أن يعلم جيدا كل طرف حقوقه وواجباته نحو الأخر .. ولن تتحقق السعادة إذا أهمل أحد الطرفين أداء واجبه وراح يطالب الآخر بحقوقه عليه ، لكن ينبغي لكل منهما أن يبادر بتأدية ما عليه من واجبات، ورغبة في إسعاد شريكه مثلما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :
{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة من الآية:228].
التضحية المتبادلة بين الزوجين ركن مهم من أركان السعادة الزوجية، ذلك لأن الحياة الزوجية بمعناها الحقيقي حياة وعطاء تعاون .. إذا كنت شخص أناني لا تستطيع أن تبادل الطرف الأخر نفس مشاعره ولا يمكنك أن تضحي من أجله فلا تطرق باب الحب ولا باب الزواج لأنك ستدمر طرف لا ذنب له في الحياة غير أنه أحبك وأخلص لك ، وأنت لم تسطيع تقديم أي شئ من أجل بقائه .