مقالات

مشاهد خالدة فى تاريخ السينما المصرية

مشاهد خالدة فى تاريخ السينما المصرية 

مشاهد خالدة فى تاريخ السينما المصرية
مشهد في فيلم سلامة في خير

بقلم: عمرو نوار 

ليس المهم ان تحصل على دور البطولة ولكن المهم ان تكون بطلًا في كل دور تحصل عليه … تلك هي القاعدة الذهبية التي صنعت تلك المشاهد الخالدة في تاريخ السينما المصرية.. مشاهد ربما لم تتعد الدقيقة الواحدة ولكنها خالدة وباقية في الذاكرة الجمعية للمشاهد المصرى.. “يحيى نجاتى” ومشهده الخالد فى فيلم (سلامة في خير) الذي أنتج عام ١٩٣٧ وكان أول فيلم روائي طويل للمخرج نيازي مصطفى وأيضًا تميز ب “تمصير” الوحدات الفنية في التصوير والإضاءة والمونتاج لأول مرة .. كان “يحيى نجاتى” ذلك السمين خفيف الظل الذي ولد فى عام ١٩٠٨ ورحل مبكرًا فى عام ١٩٦٠ يعمل موظفًا بهيئة البريد المصرية ثم ترك العمل الحكومي ليتفرغ للعمل في السينما وظهر بالفعل فى حوالي ١٢ فيلم وبدأ مع أم كلثوم في فيلمين متتاليين هما “وداد” ١٩٣٦ و “نشيد الامل “١٩٣٧ ” وفيلم ” الحظ السعيد” مع حسين صدقي ١٩٤٥ وبالرغم من ظهوره فى كل هذه الأفلام الا إنك ستجد ذاكرة المشاهد خالية منها تمامًا وقليلون من يعرفون أسمه…

مشاهد خالدة فى تاريخ السينما المصرية
سلامة في خير

ولكنك حتمًا ستجد ان الجميع قد رسخ في ذاكراتهم هذا المشهد التاريخي الذي جمعه بعميد الكوميديا المصرية الفنان الكبير نجيب الريحاني فى فيلم “سلامة في خير” حينما كان يشغل الهاتف في حوار طويل عن الطعام ويسأل تفصيلًا عن أنواعه حتى ضجر نجيب الريحاني عقب حديثه انه سيكون معهم “بكرة” قائلًا “ماخلاص بقينا بكرة”… وإذا سألنا لماذا رسخ هذا المشهد القصير جدًا والسريع جدًا في ذاكرة المشاهد لن نجد الا كلمة واحدة هى “الإتقان” .. الإتقان الذي يعني في أصله الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة للعمل … يلي الإتقان ويدعمه ان تكون هناك موهبة حقيقية يساندها الكتابة الجيدة من مؤلف متقن ومبدع فتكتمل عناصر النجاح والخلود لاي عمل سينمائي …

مشاهد خالدة فى تاريخ السينما المصرية

الإتقان والموهبة بين كاتب جيد ومخرج جيد … لا تنتمى هذه النوعية من الكوميديا إلى مانراه الان من كوميديا هابطة تعتمد على الإيحاءات الجنسية و ” الافيهات السمجة” و “الاصطناع “..و ” الاستظراف ” -ان جاز التعبير – ..بل تنتمي إلى ” كوميديا الموقف” تلك الكوميديا النابعة من التضاد والمفاجأة والسخرية الهادئة التي يخلقها الموقف في انسيابية وتدفق ..

مشاهد خالدة فى تاريخ السينما المصرية
اسماء الممثلين

كل هذه العوامل تصنع عملًا يبقى في ذاكرة المشاهد لعقود وسنوات لتشكل قطعة ثمينة فى “دولاب فضيات” السينما المصرية.. و الان وبعد ٨٤ عام من هذا المشهد الذي أنتج عام ( ١٩٣٧ ) يتذكره الناس ويعاودون الضحك فى كل مرة يشاهدونه فيها … دليل رسوخ وبراعة وإتقان وموهبة فنانوا العصر الذهبي للسينما المصرية.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى