التفاهة معيار قياس … بقلم: حماده خشبه
نعم كما قرأت اخي القارئ عنوان مقالي ، أصبحت التفاهة معيارا لقياس مدى النجاح والقبول، أصبحنا سلعة يندفع بنا لمشاهدة بعض الفيديوهات والاصطياد بنا الإعجاب بأشياء تافهة وأشخاص تافهة لا تمت للفائدة بصلة ومن خلالنا واستقطابنا يحققون المزيد المبالغ الماليه الطائلة، ودون ان تفهم انت شيئ او تستفيد بشيء.
هناك أسئلة كثير تسيطر على فكر من لايزال يحافظ على ماتبقى من عقلة، وهو يشاهد حجم الإقبال على الفيديوهات التافهة لأشخاص تافهين يحصدون ملايين المعجبين لصفحاتهم.
لم نرى وجه مشايخنا الازهريين التي رسم عليها حصرة ما يشاهدونه على مواقع التواصل الاجتماعي ووصل فيديوا لأغنية تافهة او اي هري لملايين المشاهدات والمعجبين، وفي نفس الوقت لايتعدي فيديوا لداعيه إسلامي او شيخا يقوم بتوعية المواطنين لاصول ديننا الحنيف الذي نزلة الله سبحانة وتعالي على رسولنا الكريم صل الله على وسلم، أو فيديوا يكون مجلب لعلم ينتفع به، سوي العشرات من المشاهدات، فهذا لابتعادنا عن ديننا ورمينا أنفسنا في أحضان التفاهات، فهناك من الشباب من يحفظ اغنية عن ظهر قلب بالرغم من بشاغتها وعدوانيتها
هذا بخلاف البرامج الترفيهية ولست اقصد الترفيهية بالمعنى الحقيقي إنما هناك برامج يقال عليها ترفيهية تقوم على غرض الترويج لاشياء تافهة يحصلون منها على المبالغ الطائلة ، فينسي الشباب الدراسة والأخلاق ويجعلهم يتبنون الثقافة الجديدة والتي ماهي في الواقع إلا السلة التي جمعت مظاهر الانحلال في المجتمع الغربي، و يتم تقديمها لنا على طبق الحضارة.
فأصبح تقديس المظهر اهم من الجوهر، وفرضت التفاهة نفسها كصناعة قائمة بذاتها وسط الكم الهائل من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وجماهير البرامج الفارغة .
ان الانفجار المعلوماتي والانتشار الرهيب للقنوات الفضائية ، فرض عليها اعتماد سياسة اقتصادية مبنية على واجب كسب اعلى قدر ممكن من الارباح ولو على حساب الاخلاق والقيم، لأجل البقاء وسط المشهد الاعلامي و الافلات من شبح الإفلاس.
هنا أصبحنا أمام كم هائل من القنوات الفضائية التي تبث من الخارج والداخل والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح من المفروض ارساء سياسة رقابية صارمة على تلك البرامج التافهة والامتثال لما تفرضة قواعد الأخلاق لبناء جيل يعطي للعلم حقة والأخلاق مكانتها.
نحن لا ننكر ان هناك من القنوات الفضائية والبرامج التليفزيونية المفيده والتي قد تعطي وترسخ الأخلاق والقيم النبيلة في وجدان الشباب
سلاح العصر هو الإعلام، فنتوجة إليه لينفض الغبار عن مأوى الأخلاق، و يرسم اللوحة الحقيقية لاجيالنا لما يسمى النجاح في الحياة، “فالعلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والعلم والأدب والشرف” ، تماما كما تجعل من الحقير مشهورا، ومن الراقص مرجعا، ويختصر حلم الطفل الناشئ في اغنية تدر عليه الفقر والجهل، و يختصر المعلم ،باني الاجيال، حلمه فقط في مرافقه الدراهم المعدودة من مرتبة حتي نهاية الشهر.