التفكك الأسري وتدهور الأبناء .. بقلم: إيهاب حمزاوي
يعتبر التفكك الأسري من أكثر المشكلات التي يعاني منها أفراد الأسر والعائلات في المجتمع الحديث، حيث نجد أن الغالب على العلاقات بين أفراد الآسرة يسودها الفتور والإهمال والتراخي، فلا الأب مهتم بتقويتها ولا الأم تسعى لذلك، وكلٌ منهم منشغل بحياته ونشاطاته الخاصة التي يفضل ألا يشاركها مع أحد، فإن عاد الأب من عمله أخذ قسطاً من الراحة وفرّ هارباً إلى الخارج يزاول بقية يومه، والأم أيضاً إن لم تكن تعمل فهي بين مشقةٍ واجتهاد، بين أعمال المنزل اللامتناهية والاهتمام بشؤون أبنائها، إلى أن تنتهي طاقتها في نهاية اليوم وترمي بجسدها المرهق على الفراش لتغط بنوم عميق، وإن كانت تعمل زاد الطين بِلة
ويظل الأبناء تائهين ما بين الدراسة والتواصل مع الأصدقاء والترفيه العشوائي والتغلغل بالأنترنت وبرامجه الكثيرة، وبهذا الشكل يفقد كل واحد منهم الحوار المتبادل الذي من شأنه أن يقوي العلاقات بين أفراد الأسرة؛ فينتج التفكك الأسري الذي يجعل من المجتمع مجتمعا ضعيفا مفتقرا إلى الترابط والالتحام.
ولو تطرقنا إلى أسباب التفكك الأسري ومنابعه الأصلية فلا بد من أن نفهم أولاً ما هو التفكك الاسري؟ وماذا يعنيه هذا المصطلح؟
يمكن تعريف التفكك الأسري بأنه: هو البعد وعدم الارتباط بالمشاعر والاحاسيس والأفعال بين أفراد الأسرة الواحدة.
وللتفكك الأسري أسباب كثيرة مرتبطة بعضها ببعض ومن أهمها:
غياب الأب وحضوره الشكلي فقط في الأسرة. غياب الأم وتقصيرها بأداء مهامها الأسرية.
التنافس بين الزوج والزوجة ليحل أحدهما مكان الآخر وهو ما يسمى بـ (صراع الأدوار).
الإدمان والتفريط باستخدام وسائل الاتصال الحديثة.
الاعتماد الكلي على الخادمة والاكتفاء بها في كافة أمور المنزل لتحل محل الزوجة.
الوضع الاقتصادي للأسرة سواء كانت من الطبقة المخملية أو الطبقة الكادحة الفقيرة، فهذا يؤثر بشكل فعلي على الارتباط والتواصل بين أفراد الأسرة.
الطلاق وما يترتب عليه من مشكلات ونزاعات.
انشغال الوالدين بأعباء الحياة وعدم تخصيص وقت كافٍ لقضائه مع الأبناء.
خيانة أحد الزوجين للطرف الآخر مما يشعل فتيلة المشكلات بينهم.
عدم تقديس الحياة الزوجية ومراقبة الأبناء وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة صالحة.