( الرصيد الفنى المصرى ..والسحب ع المكشوف) .. بقلم/ عمرو نوار
تمتلك مصر أعلى رصيد ذهبى من الاحتياطى الفنى الدرامى والسينمائى والغنائى فى المنطقه العربيه والشرق الاوسط بلا منازع وهذا لايختلف عليه الا حاقد ولا يطعن فيه الا حاسد.. رصيد عظيم تركه جيل المؤسسين فى كافة الوان الفنون المسموعه والمقروءه والمرئيه …فى الموسيقى والفن التشكيلى والرقص التعبيرى وفنون النحت والدراما والغناء والسينما ما لايمكن ان يدركه او يملكه بلد آخر او ان تصنعه حضاره أخرى غير الحضاره المصريه القديمه التى عرفت وأنشأت وأسست كل تلك الفنون ولم تتركها اوراقا تُمزع او علما يُنزع …وانما تركتها نقوشا خالده على الجدران .. هذا هو ميراث الاجداد الحقيقى .. ومهما امتلكت دول أخرى من أصول تدّر دخلاً آنياً فإن الأصول الثابته منذ الاف الاعوام والتى تركها اجدادنا مازال الاحفاد يحصلون على ريعها سياحه وثقافه وعلوم هى الخالده خلود الدهر … ثم تعاقبت أجيال وأجيال استثمرت هذا الرصيد وامتصت رحيقه كما يمتص النحل رحيق الازهار فأضافت الى الرصيد رصيدا والى الأصول أصولا ثم خلف من بعدهم خلف بدا انهم يقضون على هذا الرصيد الفنى الاحتياطى وهذا الغطاء الذهبى لتاريخ الفن المصرى ..فمن أين جاء هؤلاء ومتى …وكيف توغلوا كالسوس الذى ينخر فى جذور شجرة الفن المصرى على مرأى ومسمع من الجميع -الا قليلا- أما من أين جاؤوا فالاجابه بسيطه وواضحه لكل ذى عقل فهم الجيل التالى من سلالة تلك الطبقه التى صنعها عصر الانفتاح وتحديدا فى اواسط السبعينات والتى كان يجب ان تثمر ف الالفينات وهاهى قد أثمرت غثاءً فنيا وعواءً غنائيا ..جاءت تلك الطبقه مع الانفتاح تحمل حشيشها وخمورها وسطحيتها الفكريه ومبادئها الانتهازيه فوضعته فى صدارة المشهد الفنى والسلوكى والاخلاقى المصرى …فأغانى مايسمى بالمهرجانات ليست الا نتاجا طبيعيا لمزاج وثقافة الاباء المؤسسين من حرامية الانفتاح وتجار المخدرات وطبقة السماسره الذين لم يصنعوا شيئا ولم يزرعوا شيئا لمصر الا تبادل صفقات نهب القطاع العام وتحطيم ماتبقى من الاقتصاد المصرى والذى نلمس آثاره الان ..فمن الطببعى انهم يحتاجون فنا يواكب هذا النوع من رجال الأعمال “السفليه” ..فن سطحى أبله يخلو من أى من عناصر الفن الحقيقى كونه رساله روحيه وانسانيه عميقه ..تتامل الحياه تجريدا وليس تجسيدا وتستعمل الرمز لإيصال تلك الرساله العظيمه ..ولكن مع دخان الجوزه وسحابته الزرقاء لم يكن هناك وقت او فكر او ثقافه لاستيعاب كل هذا ..فمن مركبات النقص تجاه الشعور الزائف بالقوه خرجت مسلسلات البلطجه والسنج والبطل المزيف الذى يدمر فكر وسلوك وثقافة جيل برئ ناشئ …ولايوجد ثمة فارق بين شراء ” تذكره ” لحضور حفل اغانى ” المهرجات ” وبين شراء ” تذكرة ” هيرويين فالنتيجه “واحده” وهى تغييب العقل تخديراً او غناءً رخيصا مبتذلاً …وكذلك فعلوا فى ثروة مصر من ” الدراما ” الخالده ..فحاولوا عمل اجزاء واعادة انتاج “ليالى الحلميه “و”العار ” فخرجت هزيله فى هزالة عقولهم وانعدام موهبتهم سوى ان الكاتب ابن فلان او مشارك فى ورشة الكتابه او بالاحرى “غرزة الكتابه ” فيتم “رّص السيناريو” مع دخان الجوزه وهكذا حتى سحبوا (رصيد مصر الاحتياطى الفنى) واصبحنا جميعا نسحب من هذا الرصيد بلاغطاء ..نسحب على المكشوف حتى ياتى اليوم الذى ينفذ فيه.. ولكننا نعلم ونؤمن ان مصر هى ام المعجزات وانه يوما ما ستحدث ” ثوره فنيه ” يقودها ” جيش ولاد الاصول ” تنزع جذر هؤلاء وتعيد للاحتياطى الفنى المصرى ثروته المفقوده .