الصدمة النفسية.. جرحٌ داخلي لا يُرى بالعين

كتبت: دنيا أحمد
في حياتنا قد نواجه مواقف تفوق قدرتنا على التحمل؛ وفاة مفاجئة، حادث مؤلم، عنف، أو حتى فقدان عزيز. وقد لا تترك هذه التجارب علامات جسدية، لكنها تترك في النفس أثرًا عميقًا يُعرف بـ”الصدمة النفسية”. هي ليست مجرد مشاعر عابرة، بل قد تكون جرحًا داخليًا يتطلب وقتًا وفهمًا ودعمًا حتى يلتئم.
ما هي الصدمة النفسية؟
الصدمة النفسية هي استجابة عاطفية قوية ومؤلمة لحدث مفاجئ أو مخيف يشعر فيه الشخص بالعجز أو بالخطر. وهي لا تُقاس بحجم الحدث، بل بتأثيره على الفرد.

أسباب شائعة للصدمة النفسية:
• فقدان شخص عزيز (وفاة أو انفصال)
• التعرض لحوادث أو كوارث طبيعية
• العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي
• الحروب أو التهجير أو الاضطهاد
• مشاهدة أو سماع أحداث صادمة (خاصة لدى الأطفال)
أعراض الصدمة النفسية:
1. عاطفية:
• قلق دائم أو نوبات فزع
• اكتئاب أو حزن عميق
• نوبات بكاء مفاجئة
• شعور بالذنب أو الخوف أو الغضب المستمر

2. جسدية:
• أرق أو كوابيس
• اضطرابات في الأكل
• تعب مستمر دون سبب واضح
• آلام جسدية غير مفسّرة طبيًا
3. سلوكية:
• الانعزال عن الناس
• صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرار
• تجنّب الأماكن أو الأشخاص المرتبطين بالحدث

كيف يمكن التعامل مع الصدمة النفسية؟
• الاعتراف بالمشاعر: لا بأس أن تعترف بأنك متألم. كبت المشاعر يزيد من عمق الصدمة.
• الحصول على الدعم: التحدث مع صديق موثوق، مرشد نفسي، أو مختص يساعد في تخفيف الألم.
• المعالجة النفسية: قد تتطلب بعض الحالات جلسات علاج نفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو العلاج بالتعرض التدريجي.
• العناية بالنفس: النوم الكافي، التغذية السليمة، والمشي أو التنفس العميق تساعد في استعادة التوازن.
• التحلي بالصبر: التعافي من الصدمة ليس سريعًا، لكنه ممكن. كل شخص يمر بمساره الخاص.
هل تترك الصدمة النفسية أثرًا دائمًا؟
ليست كل الصدمات دائمة. البعض يتعافى تلقائيًا مع الوقت والدعم. لكن في بعض الحالات، إذا تُركت دون علاج، قد تتحول إلى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وتؤثر على جودة الحياة بشكل كبير.
في النهاية، الصدمة النفسية ليست علامة ضعف، بل رد فعل إنساني طبيعي لأحداث تفوق قدرتنا. الأهم هو أن نمنح أنفسنا الوقت والدعم المناسب للشفاء. فكما تلتئم الجروح الجسدية، يمكن للروح أن تتعافى أيضًا، إذا لقيت من يفهمها.





