الطفل الفوضوي .. بقلم : دكتور أحمد علام
باتت الفوضوية والتخريب جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين في عصرنا الحالي, وغالبًا ما يعاني الوالدين من بعض السلوكيات الخاطئة لأولادهم الصغار ومنها السلوك الفوضوي، ويعتبر نوع من اللامبالاة وعدم الترتيب والافتقار للدقة والترتيب وعدم الإهتمام بالنظافة والتنظيم،
وغالباً ما تفشل الأم في تهدئة الطفل وتغيير طباعه الفوضوية وتعاني من عدم إصغاء الطفل لتعليماتها وأوامرها، مما قد يثير الغضب فينعكس على
أمور أخرى مما قد يؤدى إلى تفاقم المشكلة.
تعريف الطفل الفوضوي :
هو الذي يوصف بأنه كثير العناد والفوضى محاولاً جذب اهتمام كل من حوله بكثرة كلامه أو تصرفاته التخريبية أو الحركة الزائدة، وغالباً ما يتحدى من هم أكبر منه ويسبب لهم الشعور بالفشل وخيبة الأمل، كما ان الطالب الفوضوي يتصف بكثرة الانفعال، والاعتداء على المدرسين، وتخريب الممتلكات المدرسية، والتعامل بعنف مع زملائه، والانحراف في
السلوك، والتغيب وعدم الانتظام، بالإضافة إلى إثارة الفوضى بشكل دائم
أسباب تصرفات الطفل الفوضوي :
النشوء فى بيئة فوضوية من أهم أسباب السلوك الفوضوي عند الاطفال، لأن البيئة الفوضوية في المنزل غالباً ماتكون هي سبب نشوء طفل فوضويّ الطباع، فقد نشأ هذا الطفل في منزل يفتقر للنظام والقوانين الثابتة التي
تنظم حياة أفراد الأسرة وتعلّم الأطفال الإلتزام والتعاون، فالطفل بطبيعته
يحتاج إلى أحد يضع له حدوداً في كل مجالات حياته، كأن يعرف متى يأكل ومتى يلعب ومتى يستحم ومتى يذهب لسريره وأن يشعر أيضاً أنه فرد
مهم من أفراد الأسرة وعليه واجبات كغيره من الكبار ولكن هل هناك أسباب أخرى تتحكم فى سلوكيات الطفل وتؤدى به إلى الفوضى والاهمال
نعم وتتمثل فى الأتى :
1- الميل إلى الاستقلالية والتخلص من سيطرة الأهل.
2-عدم تدريب الطفل على تحمل المسئولية فالطفل يتعلم سلوك النظام
والنظافة والترتيب من خلال الأبوين.
3- قد يلجأ أحياناً الأطفال إلى الفوضى من باب الغيرة من الأخوة في حالة
قدوم طفل جديد للعائلة، وذلك بهدف لفت الانتباه
4- العيش فى بيئة غير مستقرة نظرًا لانفصال الوالدين أو كثرة التنقل من بيت لاخر.
كيفية التعامل مع الطفل الفوضوي:
ان تعديل سلوك الطفل الفوضوي يمكن أن يتحقق في تطبيق عدة نقاط
أساسية :
1- التعامل بمبدأ الثواب والعقاب عن طريق مكافأته على السلوك
المعتدل وعقابه على السلوك الفوضوى
2-اشراكه فى لعبة رياضية حيث ان ممارسة الرياضة تساعد الطفل
على الانضباط والالتزام ومخالطة زملاءه والتطبع بسلوكياتهم الانضباطية
3-اجبار الطفل على إصلاح ماافسده أو ترتيب الاشياء التي افقدها هو التنظيم وعدم الترتيب والفوضى.
4- يجب ان يكون الوالدان من نفسهما قدوة للطفل في مراعاة قواعد النظام والنظافة والترتيب.
5- التدريب المبكر على مهارات النظام والنظافة والترتيب مع مراعاة التشجيع المستمر للطفل والتأكيد على قدرته على القيام بالمهام الموكلة إليه.
6- يواجه البعض مشكلة اختلاف أطباع الوالدين وتعاملهما مع الطفل،
فيجب على أحدهما ألا يتهاون في القوانين التي توضع للطفل فيشعر بالإنضباط مع أحد أبويه وباللامبالاة مع الآخر.
7- تخصيص عمل ما يقوم بإنجازه جميع أفراد الأسرة معاً، كتنظيف وترتيب المنزل مرة في الأسبوع مع تقسيم المهام على الأفراء بما فيهم الطفل، حتى يشعر أنه جزءاً مهماً وعليه واجبات مثل غيره في المنزل.
8- التقرب من الطفل أكثر وإحاطته بالحب والاهتمام، فافتقاره إلى هذه الأمور كفيل بنشوء السلوك الفوضوي التخريبي.
وفى النهاية يجب ان نوضح ان الفوضوية هي صفة مكتسبة وليست فطرية اى يمكن تعديلها وتغييرها من خلال الخطوات السابقة والصبر على تنفيذها.