العراق السبب وراء التفجيرات النفطية في كركوك
أعلنت وزارة النفط العراقية، الأربعاء، إن البئرين 33 و 44 تعرضا لتفجير بالعبوات الناسفة بفارق نصف ساعة بينهما، في ساعة مبكرة من يوم الثلاثاء بتوقيت العراق، لكن مصادر أمنية من محافظة كركوك صرحت إن التفجير استهدف خطوط أنابيب قريبة من البئرين مما أدي ذلك لتعطيل أحدهما .العراق السبب وراء التفجيرات وذكر مصدرين من شرطة المحافظة وشرطة النفط فيها، فإن المنطقة تقع تحت سيطرة لوائين من الحشد الشعبي أحدهما لواء عشائري، وقوات من شرطة الطاقة.
كما قال المصدر في شرطة النفط لموقع “الحرة” إنه تم اكتشاف محاولة لكسر أحد الأنبوبين وتهريب النفط منه قبل أن يتعرض الأنبوب للتفجير بأيام.
وتابع المصدر ذاته فإن “تنظيم داعش يقوم بتهريب النفط من الأنابيب النفطية المنتشرة من شمال كركوك إلى النفط خانة في ديالى”، مضيفا “هذه المناطق تحت سيطرة الحشد الشعبي لكن نشاطات داعش التهريبية فيها مستمرة وبكثافة”.
حماية الانابيب والصهاريج
كما أضاف مصدر شرطة الطاقة أن “قوات الشرطة المتخصصة بحماية الأنابيب والصهاريج ومنع التهريب لا تعمل بكامل صلاحياتها في المناطق التي يسيطر عليها الحشد، لكن المهربين يتحركون بكفاءة في تلك المناطق”.
وقال المصدر في شرطة كركوك المحلية إن “أحد الأنبوبين كان معطلا، بينما الثاني داخل في الخدمة وتسبب التفجير في إشعال حريق به”. كما ويبلغ إنتاج حقول خباز النفطية نحو 20 ألف برميل يوميا، لكن وزارة النفط تقول إن “إنتاج الآبار 33 و 44 لا يتجاوز الألفي برميل في اليوم الواحد”. وأيضا قال في بيان الوزارة إن فرق السلامة في شركة نفط الشمال والجهات الأمنية تقوم بعمليات الإطفاء.
وبعد طرد تنظيم داعش الذي كان يحتل تلك المناطق، اكتشفت القوات الأمنية العراقية عشرات من أنابيب التهريب التي كان التنظيم يقوم من خلالها بسرقة النفط الخام وتحميله في صهاريج ومن ثم تصديره، ويعتقد أن التنظيم ما يزال يمتلك عددا من تلك النقاط التي لا تزال عاملة.
ويعتقد أن التنظيم كان يقوم بنقل النفط المهرب من كركوك وصلاح الدين إلى سوريا عبر الموصل، لكن بعد طرد مقاتلي التنظيم فإن المصادر الأمنية تعتقد أنه يستفيد من الفساد الإداري المنتشر للاستمرار بتهريب النفط.
وتجاور منطقة حقول خباز محافظة أربيل فيما تجاور مناطق كلار وجمجمال المضطربة بسبب التظاهرات والتابعة لمحافظة السليمانية ضمن إقليم كردستان العراق، فيما يجاور الحويجة ومركز مدينة كركوك وطوز خرماتو من الجنوب والغرب.
وتسيطر قوات البيشمركة الكردية على المناطق التابعة لإقليم كردستان شرق الآبار النفطية وشمالها، فيما يسيطر الحشد الشعبي على مناطق الحويجة والطوز المجاورة له من جهة الغرب والجنوب.
مدينة كركوك
وتعيش كركوك حالة من التأهب على خلفية هذه التظاهرات التي تحولت إلى العنف بعد مقتل وإصابة عدد من المتظاهرين الكرد بنيران قوات الأمن، بينما تعيش كركوك في هدوء نسبي، على الرغم من أن نسبة كبيرة من مواطنيها هم من الكرد أيضا.
ويعود هذا بشكل كبير إلى أن الرواتب الحكومية التي سبب تأخر صرفها لأشهر في إقليم كردستان غضبا شعبيا، تصرف بشكل مستمر نسبيا في كركوك.
وحتى قبل عام 2017 كان نفط كركوك ضمن اتفاق حكومي مع إقليم كردستان يقضي بأن يتولى الإقليم مسؤولية الاستخراج على أن يسلم عددا معينا من البراميل إلى الحكومة الاتحادية مقابل دفعها رواتب موظفي الإقليم. كما كان طوال أعوام تسببت التفجيرات، التي كان داعش يلام عليها، بعرقلة هذا الاتفاق وعدم حصول الحكومة الاتحادية على النفط المتفق عليه.
كما يقول الموظف السابق في حكومة كركوك المحلية سالار عبد الرحيم لموقع الحرة إن “التفجيرات النفطية حملت دائما بعدا سياسيا واقتصاديا”. و أيضا تتنازع حكومة المركز والإقليم على نفط كركوك، الذي تدعي الحكومتان أحقيتهما فيه، لكن عملية عسكرية جرت نهاية عهد حيدر العبادي، رئيس الحكومة الأسبق أعادت سيطرة الحكومة المركزية على آبار النفط في المحافظة. وبحسب سالار فإن “تفجير آبار نفطية في كردستان قد يحمل رسائل مهددة للاستقرار في المحافظة”.