مقالات

المرأة ضلع المجتمع … بقلم : حمادة عبد الجليل خشبة

المرأة ضلع المجتمع … بقلم : حمادة عبد الجليل خشبة

المرأة ضلع المجتمع … بقلم : حمادة عبد الجليل خشبة
حمادة خشبة

لا شكّ أنّ المرأة هي الأمُّ الحَنُون والابنة الرقيقة والأخت السند  والخالة والعمّة النصيحة  والزوجة الحصان هي في حياة الرجل أهم مخلوق فهي السكن والمودة والرحمة .

المرأة التي هي الضلع الأساسي للمجتمع ، من رحمها  تخرج الشعوب ، كرمتها الأديان السماوية وحثت على الرفق بها والمعاملة الحسنة لها ، أصبحت في هذه المرحلة ضحية، والسبيل الأول في تفريغ طاقة الغضب والعنف والكراهية لبعض الرجال ، وبعد أن إتخذت قرارها الأصعب في حياتها في تكوين أسرة  ، وتحلم أن تكون من خلاله بيتا هادئا بمشاركة شخص ما ظنا منها انه هو السند والحصن لها بعد الله سبحانه وتعالى ومنقذا لها من الايام العنيفة القاسية ، لتكتشف فيما بعد انه اصبح أول صفعات القدر لها !، الضربة التي لا خلاص منها ومن أثرها على مر السنين ؛لتأخذ في النهاية لقب مطلقة.

خرجت الفتاة من رحم أمها  وبدأت في مرحلة التكوين إلا أنها سرعان ما تبحث على فتى الأحلام صاحب العضلات المفتولة والعيون المُلونة ، الفارس الشجاع؛ الذي يبدأ بدوره في استقطابها بكلامة المعسول عن الحب ويحكم سيطرته على قلبها ؛ حتى تذوب ، وهنا تبدأ في الظهور معة ،في حزم أمتعتها وأحلامها ونبضات قلبها لتنطلق معه في رحلة الحب الساحرة ، وأما عن ما ينتظرها بعد ذلك فهي الصدمة الكبرى والمأساة التي لا تداويها نشوة الحب أو يُرممها الكلام المعسول.

تخرج الفتاة من “بيت أبوها” حاملة أحلام أحلام عائشة ، الأسرة المثالية ، حتى في كنف زوجها وتحلم ببناء اسرة تكون لها السند في الحياة ، وتبدأ في تكوين الاسرة بحملها الأول التي ربما تجد في بعض الصعوبات في بداية الأمر  ومن ثم الحمل الثاني ويصعب أن يكتمل في مواجهة تحديات ومواجهات و .. صراعات دامية، ومن هُنا تبدأ الحكاية.

– “حد يلحقني بسرعة” .. طلب النجدة من زوجة تحتضر ، وبدلًا من أن تُشارك أسباب نجاح زواجها لتُلهم الأخريات، أو توجه الأمهات لأهم نصائح تربيتها السليمة لأطفالها، أو حتى لتتباهى بوسامة زوجها وتستغنى عن حرارة الغيرة الساحقة، أخذت تُشارك خيبة أملها في من اعتبرته “راجلها وضهرها”،    أصبحت منصات التواصل الإجتماعي “الكتالوج” الأمثل لكل أشكال الضرب والإهانة والذل الذي تتناوله في نفس الوقت ، لتتفق “الجروبات النسائية” يوميًا على قضايا او مشكلة ذات مضمون واحد: “جوزي ضربني .. أعمل إيه ؟ “، والإجابة هو خروج السيدات لمؤازرتها في مصيبتها ونصحها أن تترك له بيت الزوجية وتفر إلى بيت أهلها قبل أن تخرج منه جثة هامدة ، ولكني لا أميل بأغلبية مطلقة لهذا الرأي إلا في حدود..

؛ فالبداية لا تُبشر بالخير ولا تدل على اتزان نفسي لبعض الأزواج وليس كل الأزواج حيث هناك من الرجال من يحترم ويقدر شريكة حياته  ؛ وهو الأمر الكفيل بأن يجعل الحياة الزوجية تتحول إلى “جهنم” اللهم اني اعوذ بك منها،  بين ليلة وضحاها!

المؤسف أن تتحول بيوتنا إلى “ساحة قتال” ؛ والسبب هو زوج استحل دماء زوجته وأصبحت أمامه بمثابة جسد بلا روح يسمح له بأن يُفرغ ما في صدره من غل  به بلا رأفة أو عطف ،ويتغافل عن معنى المودة والرحمة الذي نادا به ديننا الإسلامي الحنيف ْ بسم الله الرحمن الرحيم .وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَحْمَةً . صدق الله العظيم.

 خرجت المؤثرات في مجال التجميل لتصرخ وتروي قصتها بألم وحسرة ، وبعد أن تمايلت بجمالها وملامحها المصرية ، أصبح الحزن هو الراعي الرسمي لحياتها .

رأيت علي مواقع التواصل الاجتماعي سيدة ، توثق “فيديو” يثبت حقها وتروي تفاصيل ضربها ومكياج الحزب يسيطر على وجهها  ، وأخرى صورت مقطعًا – من قلب الحدث-وهي تختبئ بغرفتها وتحاول ردع الزوج الذي يحاول بكلمة جهده تهشيم الباب والدخول للإمساك بها ليتسنى له أن يكمل انقضاضه عليها كما لو كانت فريستة المُغرية  ، وكأن الحياة تبدلت لتصبح غابة بشرية يتسابق فيها الرجال على نهش لحم النساء والقضاء عليهن!، وبعد قصص الحب المُشتعلة بكلمات الشوق والحنان، أصبحت العِشرة مستحيلة بينهما!، أصبح الجرح النفسي الناتج عن الألم الجسدي هو نهاية كل قلب أراد حياة هادئة وأسرة سوية، حتى أن بعضهن تخرج من تجربة الزواج بالرفض القاطع للدخول في تجربة جديدة، لتكتب نهاية لقلبها الذي لم يطمح إلا في زوج يحنو عليها ويحتوي ضعفها.

 قرأت لك ، أن العنف ضد المرأة غير مسموح، في كل بقاع الأرض، في كل زمان، المرأة التي خلقها الله لك هدية عظيمة القيمة لا تكن أنت من ينتزع منها أنوثتها فتُسلب منك إنسانيتك قبل أي شيء، وقبل أن يتلاعب بك شيطانك تذكر أنك دونها لا تساوي شيء، أنت دون زوجتك لا مأوى لك، مشاعرك ضائعة وقلبك مهموم، ودون الأم أنت لن تخرج للحياة مُطمئنًا، دعاء ورحمة وجنة تنتظرك إن أحسنت معاملتها، وأنت دون الأخت وحيد لا تعي معنى الونس والرحمة، ودون الابنة ينقطع ذكرك واسمك من الأرض وكأنك لم تكن!، كن مع المرأة إنسان؛ تكن لك الحياة

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى