مقالات

الوعي مسألة أمن قومي  … بقلم : حمادة عبد الجليل خشبة

الوعي مسألة أمن قومي  … بقلم : حمادة عبد الجليل خشبة 

الوعي مسألة أمن قومي  … بقلم : حمادة عبد الجليل خشبة
حمادة خشبة

الوعي قضية خطيرة ومهمة فى بناء المجتمعات ونهضة الأمم، فلا نهضة إلا من خلال وعى حقيقى للأفراد، لذا أصبح للوعى صناعة، يلجأ إليها لإعادة الأمور لنصابها السليم، ولتحصين الأفراد ضد أي سموم أو سرطانات مجتمعية تتغلغل وسط الناس فتشوه عليهم حياتهم، وتخلخل ثوابتهم الوطنية و الأخلاقية والدينية

 

حدثت طفرة كبيرة فى التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت سلاحا ذا حدين، ففي الوقت الذى كان الغرض من هذه المواقع أن تكون وسيلة للتواصل بين المجتمعات، فإن هناك من يستخدمها لهدم للمجتمعات

 

الوعى قضية مجتمعية في مواجهة أخطر حروب العصر،وهي حروب الجيل الرابع، لم تعد الدول تعتمد فى حربها على الأسلحة الثقيلة والقتال المباشر، ولكن أصبح احتلال العقول والتخريب الداخلي هو السلاح الفتاك الذي تستخدمه الدول في حروبها في الوقت الحالي.

 

 الوعي أصبحت كلمة اساسية ورئيسية  يرددها الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما في كل تصريحاته ومداخلاته الإعلامية وخطاباته الرسمية للشعب المصري، وهذا دليل قاطع على أن الحروب في هذا الوقت الحالي هي “حروب الجيل الرابع”، وعلينا بمواجهته بالتوعية.

ماحدث في مصر من إنجازات خلال السنوات الماضية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يحدث منذ اكثر من خمسون عاماً مشروعات اقتصادية ضخمة عاصمة إدارية جديدة وفريدة من نوعها مدينة الفسطاط التاريخية التي يتم تطويرها الآن وعلى مساحة خمسمائة فدان وغيرها من الانجازات التي لاحصر لها.

أهم من هذه الإنجازات والتنمية هو الحفاظ عليها وعلى مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية والتماسك المدني والعسكري لتظهر قوة مصر العسكرية والمدنية أمام العالم قوة لا يستهان بها تواجه جميع الحروب الالكترونية والعسكرية، بالتوعية.

مصر واجهة حروب كثيرة سواء كانت حروب الجيل الأول ( الحرب المباشرة ) أو حروب الوكالة ومقاومة العصابات والملشيات العسكرية، ومن ثم حروب المعلومات والشائعات وتوظيف وسائل الإعلام  والتواصل الاجتماعي، لاستهداف الدولة في مكونها المدني، بعيدا عن قواتها المسلحة، ولكن الوعي المصري بجذوره الضاربة في التاريخ القديم نجح في التصدي حتى الأن وبفاعلية بدمج مؤسسته العسكرية مع مؤسساته المدنية وحمايتها من الاختراق.

حروب الجيل الرابع ليس لها نهاية إلا بنهاية العالم، لا تتوقف وربما تظهر حروب أخرى مثل الجيل الخامس والسادس، فعلينا أن مواجهة مثل هذه الحروب بالتوعية والثقافة قضية التوعية ليست قضية وقتية  وإنما قضية دائمة لتحصين الشباب من أخطار حروب الجيل الرابع وما يجري من حولهم

“قرأت لك” يجب التنويه والاهتمام المستمر بقضية الوعي في مصر، لأنها قضية حيوية وفى غاية الأهمية بمساهمة كافة مؤسسات الدولة وفى المقدمة دور الفن في زيادة الوعي وحمايته وتحصينه بأعمال مسرحية و سينمائية ودرامية بإنتاج ضخم تتحمله الدولة لأن وعي المصريين مسألة أمن قومي.

حروب الجيل الرابع هي شكل جديد من أشكال الصراع يهدف إلى تفتيت مؤسسات الدولة الأساسية والعمل على انهيارها أمنيا واقتصاديا وتفكيك وحدة شعبها  من خلال التآكل البطيء للدولة،  وفرض واقع جديد على الأرض لخدمة مصالح العدو، وما يحدث حول العالم من انهيار الدول  ون التدخل في حرب مباشرة هو خير دليل تدخل حروب الجيل الرابع وبقوة. فعلينا بالوعي للحفاظ على الدولة وتحصين شبابها وحماية منجزاتها.

حفظ الله مصر و شبابها وتحيا مصر

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى