انحسار الفرات..هل هى مجرد مشكلة مياة .. أم نبؤة نبوية؟؟
كتب /د. محمد كامل الباز
يبدو أن المصائب لا تأتى فرادى ،فكما أن بلدنا الحبيب تعانى من تعنت اثيوبى واضح فى مياة النيل فنجد مشكلة أخرى موازية تسير بنفس الخطوات تقريباً وهى مشكلة نهر الفرات ..ينبع هذا النهر العظيم من تركيا مرورا بالاراضى السورية حتى يصب فى أرض الرافدين حيث يلتقى فى جنوب العراق مع نهر دجلة ليشكلا شط العرب..
اخذت وكالات الأنباء العالمية صور لنهر الفرات داخل الأراضى السورية حيث بدى وكأن منسوبة تناقص بنسبة كبيرة ولكن ما السبب. وهل فى إقدام تركيا منذ سنوات فى إقامة سدى اتاتورك وسد إليسو سبب فى تلك النقصان. وهل هى مجرد مشاريع قومية لتوليد الكهرباء أم ورقة ضغط على حكومتى سوريا والعراق.
حيث أن الأراضى السورية بدأت تتاثر بشكل كبير بعد إقامة تلك السدود حيث تناقصت نسبة المياة الواصلة إليها إلى أقل من ربع النسبة المقررة والمتفق عليها فى الإتفاقية المبرمة بين سوريا وتركيا ١٩٨٧مما أثر بالسلب على الزراعة والرى وتوليد الكهرباء وبالطبع تأثرت دولة المصب العراق بالتبعية. أين مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة من تنظيم قانون المياة والأنهار ..
أين القانون الدولى والأعراف والمواثيق ..ولكن لماذا نندهش فالقانون الفعلى المطبق هو قانون القوة وسياسة فرض الأمر الواقع فهل التزمت اسرائيل بقرار مجلس الأمن ٢٤٢ لسنة ١٩٦٧ عقب عدوانها على مصر وسوريا والأردن .. أم انها التزمت بعد أن شهدت القوة الفعلية فى ١٩٧٣ …ويبدو أن إثيوبيا أيضا تحتاج لنفس القوة كى تفهم ..
ولكن لماذا اصبحت معظم مشاكل المنطقة هى مشاكل مياة ..هل انتهى دور النفط لتكون المواجهات القادمة هى مواجهات مائية ؟.. أم أننا فى طريقنا لتحقيق نبؤة المصطفى حيث روى فى احاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضرة فلا يأخذ منة شيئاً). ومن شاهد صور الفرات قديما وشاهد أجدد صورة لة الأن يعرف أن النبؤة فى طريقها للتحقيق ..مشاكل كثيرة وجديدة ألمت بالأرض فى الحقبة الأخيرة من وباء عالمى لمشاكل إقتصادية ،توتر بين دول نووية،اخفاق فضائى. والآن مواجهات من أجل المياة فهل الأرض تمهد لحادث جلل قد يغير من موازين القوة ويكون بداية لعهد جديد. نتمنى الخير والتوفيق لبلدنا فى الحصول على حقها الكامل فى نهر النيل. وأيضاً لاشقائنا فى سوريا والعراق فى الحصول على حقوقهم المائية وأن تحمل الأيام القادمة كل الخير .