هذا رمضان
كتب الداعية: شريف شحاتة
هذا رمضان.. من رحم فيه فهو المرحوم؛ ومن حُرم خير فهو المحروم..
هذا رمضان.. يقول لك :السعيد من أغتنم موسم العمر قبل ذهابه؛ وحاسب نفسه اليوم على أعماله قبل قراءة كتابه..
هذا رمضان.. ارفعوا اكفكم ” ف اللهم وأهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام”
هذا رمضان .. من أدى فيه فريضة كانت بسبعين والنافلة بفريضة
هذا رمضان.. فبشرك العلامة الزهرى “تسبيحة فى رمضان بألف تسبيحة فى غيره”.
ف على بركة الله نفتتح المزاد.. ونتسابق لنحصر أكثر عدد من ميداليات الحسنات؛ ونربح المراكز الأولى فى السباق؛ ومن ثم نقلد وسام المتقين الصالحين المخلصين..
ف والله ما أحسن سجود الساجدين..وما أعــز أنفاس الصائمين..
وما أنفــع مناجاة القائمين.. وما أربــح بضائع العابدين..
هيا.. سطر مع الرحمن صحيفة جديدة .. بقلب جديد وروح جديدة .. وكن أهلاً لسباق رمضان.. وكفى ما مضى وأرفع الشعار ” وعجلت إليك رب لترضى ” ..
ينبهنا الحبيب ” يا أيها الناس إذا استهل شهر رمضان فتحت أبواب السماء؛ وأبواب الرحمة؛ وأبواب الجنان؛ وغلقت أبواب النار؛ وسلسلت الشياطين”
أيا غافلًا عن فضيلة هذا الشهر أعرف ما أنت فيه؛ يا كثير الحديث فيما يؤذي، أحفظ لسانك؛ يا مسئولاً عن أعماله أعقل شأنك؛ تفكر أمرك وأستحضر قلبك؛ وانفر فى وجه إبليس وأعوانه، وقل: وداعاً؛ وكلما كانت البداية معه قوية فالنهاية مشرقة.. وكما تستقبل رمضان يستقبلك..
وكما أبان ابن رجب ” للمؤمن جهادان: جهاد لنفسه بالنهار على الصيام؛ وجهاد لنفسه بالليل على القيام”.
انتبهوا فلازلنا على بوابة البداية:
أين من كان معكم فى رمضان الماضي؟ أين من كان يتردد على المساجد فى المظالم؟ أين من صبر على مشقة الجوع والظمأ أين الذين أرتفعت أصواتهم بالأدعية.. والله خرجت تلك الجواهر من تلك الأوعية..
الباب مفتوح
قال أبن رجل “وكيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟
وكيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟
وكيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان؟ ومن أين يشبه هذا الزمان زمان؟”
وأقول لك:
فتحت أبواب السماء.. ليدعوه المقبل بقلب حاضر وذهن متيقظ فيستجيب له..ويناجيه الغافل فيرشه..
فتحت أبواب الجنة.. ليأوى إليه المذنب فيغفر له.. ويطرق بابه القصر فيسامحه .. ويجتهد الطائع فلا يرده..
فتحت أبواب الجنان.. ليقول لك: هي في انتظارك فهل ستبادر بحجز مكانك؟
وغلقت أبواب النار.. ليقول لك: لا تخف.. ويحرم جسدك عليها إذا عبدته وأطعت.. وقدمت لنفسك الخلاص.
وسلسلت الشياطين.. حتى يترك لنفسك مع نفسك المجال؛ فتقود زمامها؛ وتهذب خلقها؛ وتشد رحالها إلى ربها..
وانتهاز فرصة العتق
بشر الحبيب “وكان لله عز وجل عند كل فطر عقاء من النار” صحيح.
وكأنه ترداد:
أيها الشاردون عن الله آن لكم أن ترجعوا
أيها الغافلون عن الآخرة أن لكم أن تنتبهوا
أيها الناسون الموت آن لكم أن تدركوا
الباب مفتوح .. قبل أن يغلق
والفرصة متاحة قبل أن تفوت
وفى العمر بقية أن تضيع
يا صائم: أمامك ثلاثون فرصة ذهبية لتنال صك السراح.. وتفوز بالفلاح.. قبل صلاة المغرب تحضر قلبك معك..وتنصب أكف الضراعة، وتنثر شكواك، وتناجى مولاك..
