تاريخ كعك العيد… من قصور الفراعنة إلى موائد المصريين

كتبت / نهى مرسي
لا يمكن أن يمر عيد الفطر في مصر دون رائحة الكعك التي تملأ البيوت والشوارع، وكأنها إعلان رسمي بقدوم العيد. لكن هل تساءلتِ يومًا عن أصل هذه العادة التي توارثناها عبر الأجيال؟
الفراعنة.. أول من صنع الكعك
يرجع تاريخ كعك العيد إلى العصر الفرعوني، حيث كانت زوجات الملوك والكهنة يعدّونه كقرابين للآلهة، وكانت رسوماته ونقوشه تظهر على جدران المعابد. ويُقال إن الكعك في ذلك الوقت كان يُصنع بأشكال دائرية ترمز إلى الشمس، مصدر الحياة عند المصريين القدماء.
العصر الفاطمي.. ازدهار صناعة الكعك
في العصر الفاطمي، اكتسب كعك العيد شكله الحالي، حيث كان يتم تحضيره في القصور الملكية وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين. وكان الخليفة الفاطمي يخصص دارًا كاملة تُعرف بـ”دار الفطرة” لتجهيز الكعك قبل العيد بشهور، ويشارك فيها أمهر الطهاة. وكان يُكتب على بعض أنواع الكعك عبارات مثل “كل واشكر”، في إشارة إلى الامتنان والاحتفال.

كعك العيد في العصر الحديث
ظل كعك العيد جزءًا لا يتجزأ من التقاليد المصرية حتى يومنا هذا. ورغم تطور الزمن ودخول المخابز الحديثة، إلا أن الكثير من الأسر المصرية تحافظ على عادة صنع الكعك في المنزل، حيث تجتمع العائلات لصناعته بحب، وكأنه طقس يعزز الروابط الأسرية.
السر في نكهة الكعك المميزة
يتميز الكعك المصري بنكهته الفريدة، التي تأتي من خليط خاص من السمن والدقيق والسكر، مع إضافة بهارات مثل المحلب والسمسم، مما يمنحه طعمًا لا يُقاوم. وتتنوع حشواته بين العجوة، والمكسرات، والملبن، وأحيانًا يترك سادة لمن يفضله دون حشو.
الكعك.. ليس مجرد حلوى
وراء كعك العيد قصة ممتدة عبر العصور، تحمل في طياتها ذكريات الطفولة وروح العائلة وعبق الماضي. فهو ليس مجرد حلوى تُؤكل في العيد، بل هو رمز للفرحة والاحتفال، وعادة مصرية أصيلة لن تندثر مهما تغير الزمن.
هكذا، يظل كعك العيد شاهدًا على التاريخ، وجزءًا لا يتجزأ من تراثنا الذي نفتخر به.