تعرف عن سبب اختفاء الفنان محمد صبحي عن الساحة السينمائية 32 عامًا
محمد صبحي هو ممثل وكاتب ومخرج مصري، من مواليد 3 مارس 1948، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وعين بعدها معيدًا في المعهد. أسس فرقة (ستوديو 80) في مطلع ثمانينيات القرن العشرين مع صديقه وزميله في الدراسة الكاتب المسرحي لينين الرملي، واللذان قدما معًا مجموعة من المسرحيات التي لاقت نجاحًا جماهيريًا سواء على خشبة المسرح أو عند عرضها في التلفزيون، ومن هذه المسرحيات (تخاريف، الهمجي، إنت حر، وجهة نظر). قدم بعد ذلك المزيد من المسرحيات الجماهيرية مثل (ماما أمريكا، لعبة الست، كارمن، سكة السلامة 2000)، أما في التلفزيون فقد قدم العديد من الأعمال الناجحة مثل (رحلة المليون، سنبل بعد المليون، يوميات ونيس «ثمانية أجزاء»، فارس بلا جواد). شارك كذلك في بطولة العديد من الأفلام حتى مطلع تسعينيات القرن العشرين وتوقف بعد ذلك لكي يتفرغ أكثر للعمل في المسرح والتلفزيون.
وعن أختفاء محمد صبحي قال أحمد محمد حسن:
منذ عام 1991، اختفى محمد صبحي تمامًا عن الساحة السينمائية، 32 عامًا مرت دون أن يظهر على الشاشة الفضية ولو لمرة واحدة. رغم أنه لم يندم على أفلامه السابقة، حسب تعبيره، ويرى أن السينما هي التي فشلت بينما لم يفشل هو، لكنه اختار الابتعاد/التوقُّف، وفضّل بيع السينما على بيع نفسه حسب تصريحاته في العديد من اللقاءات التليفزيونية، لأنه كاد أن ينزلق إلى بطولة أفلام المقاولات، وعُرضت عليه مبالغ ضخمة ليشارك في تلك النوعية من الأفلام.
بعد ثلاث سنوات من التوقف عن الظهور في السينما، وأيضًا من التعاون مع لينين الرملي بعد آخر مسرحياتهما بالعربي الفصيح، التي أخرجها صبحي ولم يقم ببطولتها. قدم أيقونته التليفزيونية يوميات ونيس عام 1994، التي استمرت في 5 أجزاء ناجحة حتى عام 2000، ثم قدم ثلاثة أخرى باهتة أعوام 2009 و2010 و2013، ليصبح مجموع ما قدمه من يوميات ونيس 8 أجزاء بالإضافة إلى مسرحية عائلة ونيس التي قدمها قبل الموسم الخامس عام 1997.
منذ ذلك الوقت، وربما بسبب النجاح الكبير للمسلسل القائمة فكرته على معالجة العادات المجتمعية السيئة، اتسمت أعمال صبحي بخطابات توعوية ورسائل تربوية واجتماعية، أغلبها مباشر بلا تورية، ولم يعد يمزج بين المضمون والمتعة كأعماله مع لينين الرملي، فبدأت رحلته مع حراسة الأخلاق، التي امتدت إلى اللقاءات التليفزيونية والتصريحات العامة، ويبدو أنه وجد ضالته في تلك الرسائل، أو أنها كانت مخزونة في عقله لم تظهر في أعماله السابقة.
و في لقاء تليفزيوني، عبّر صبحي عن امتنانه للشباب العربي والمصريين الذين قابلهم في أمريكا وبلاد أخرى وأخبروه أنهم “تربوا على يديه” أو “نشأوا على يد بابا ونيس”، ما أكد له صحة اختياره في بث الرسائل التربوية، التي يرى أنها مهمة الفنان لأن الفن مسؤولية خطيرة، فانشغل بتقديم تلك الرسائل في قالب يراه فنيًا، لكنه لم يكن كذلك، وأعماله الأخيرة في المسرح أو التليفزيون خير دليل على ذلك.