تفاصيل … بقلم: جيهان عوض
وتكمن المعضلة أنك مولع بالتفاصيل، تزورك الكلمات ولا ترحل عنك، تتشبث بنياط قلبك المنهك وتتصاعد أبخرة تكهناتك لتعلو رأسك ولا تغادره. ما إن شرع أحدهم ينبس بكلمة تشتم حروفه وتملأ صدرك بمقاله. وتحبسه حتى تنقب عن كنه السرديات دون النظر لبون الطبائع ولا اختلاف السرائر. يساورك الشك في خبيئته وصدق نواياه. وسرعان ما تلفظ تلك الظنون. وترأف به وتمنحه عذرا من السبعين رغم صدق حدسك. عاصفة محملة بغبار الاحتمالات تغشى العين ويبقى العقل مأفونا يحيك المجريات المرتقة بخيط واهن من الحيرة المخضبة بقطرات التيه. حروب ضروس من الصراعات الساحقة التي تبيد سوءاتهم ولا يبقي إلا الحنين، حتى ذاك الضجيج المصاحب لذكراهم لم يك بمقدورك. وأده تأخذ جدهم على محمل الهزل في موضع ليس بهزل. ولكنك جبلت على مداراة انفعلاتك وتظل الأفكار تترنح في ذاك العاق المسمى الرأس وتقبع جذوة بسويدائك لا يخمدها ودق الوصال بل يزيدها إيلاما. وكأنه سيل مضطرم..
رفقًا بقلبك وكفاك إنهاك عقلك بالتفكير بأشباح الماضي وأطياف الحاضر، دعهم وظنونهم فلم يعد للقلب حيزا لتوجس يربكه. ولا بالعقل موطئا لاستيعاب ما مضى…
رفقا بقلبك