مقالات

صراعات زوجية.. بقلم: حمادة عبد الجليل خشبه 

صراعات زوجية.. بقلم: حمادة عبد الجليل خشبه 

صراعات زوجية.. بقلم: حمادة عبد الجليل خشبه 
حمادة عبد الجليل خشبه

الزواج من أهم الانظمة الاجتماعية وأكثرها تاثيرًا في حياة الشخص و المجتمع ، فهي الروابط المشروعة بين الجنسين وبها تتحقق الاوضاع الاجتماعية و بقاء النسل .

الدين الإسلامي حدد أسس الحياة الزوجية المتوافقة و مبادئها و ان العلاقة بين الزوج و الزوجة تقوم على المودة و الرحمة وحدد حقوق كل طرف وواجباته وسعى كل منهم للحصول على التوافق الزواجي و الاستقرار ، ولكن الحياة ليست دائما جميلة و سعيدة .

هناك ضغوط خارجية وصعوبات أسرية داخل المنزل ، اصبحت الاسرة تعاني من العديد من التحديات و المشكلات المعقدة الى حد ما ، نظرا اننا فى عصر الضغوطات فى مختلف ميادين الحياة ، ومع مجى عصر العولمة انقلبت الموازين وأنقلبت معها دوار الزوج و الزوجة فى الاسرة و أصبحت الوظائف تتداخل وهذا الامر الذى نتج عنه بحالة شبية بالصراع على السلطة الرجل يريد ان يتحكم بمفرده وهذا المتعارف عليه لطبيعة مجتمعنا الشرقى ، اما الزوجة تريد ان تكون الكلمة العليا لها واذا فرض الزوج القهر و التسلط أصبحت الزوجة متمردة وهذا فى بعض الزوجات و الازواج و ليس الكل.

صراع الأدوار هذا هو أحد الأمراض الاجتماعية التي تصيب الأسرة وتعرقل سير الحياة فيها..

نجد أن هذا الصراع يصنف ضمن المشاكل والأمراض التي يسببها الجهل بالمهام المناطة بكل فرد من أفراد الأسرة 

وقد أولى علماء الاجتماع إهتماماً بالغاً لهذه الظاهرة كونها عامل أساسي في زعزعة الكيان الأسري لكونه يقلب الموازيين الأسرية ويجعل من الأم والأب كالمتحاربين يتنافسان ويتقاتلان فيما بينهما من أجل إثبات كلا منهما ذاته متناسين دورهم الذي على أساسه ارتبطا ببعضهما وكونا أسرة آمنة مطمئنة ينعم أفرادها بالراحة والسلام.

ليس هذا فقط هي اسباب الصراعات الزوجيه ولكن هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلي هذا الصراع الدائم ، ولكن اترك للقارئ مساحة للتعبير عن ما هي اسباب الصراع الأسري ؟ بالتعليق علي هذا المقال .

البعض يرى ان الزواج أستقرار و نهاية المتاعب وفوضى حياة الشباب وهذا صحيح فالزواج أرقى من الصراع و الغيرة فالزواج أرسله الله ( عز وجل ) للانسان لعمار الارض على أسس مقبولة و شرعية وفق للدين التى أرادها الله فى خلقه و لا يمكن ان تستمر الحياة بدون الزواج الدائم ولكن احيانا يكون الزواج بداية المتاعب و المشكلات ومن ضمن أسبابة الغيرة و الصراع عدم التربية الايمانية و عدم الاحترام المتبادل بينهم و عدم تربية القيم عند الزوج و الزوجة و عدم المشاركة وان الزوج يكون متلسط و الزوجة متسلطة فى بيت واحد وأختلاف البيئة بين الزوجين و النقص المعرفى فى أموار ووجبات وحقوق كل منهم و الاختلاف الطبقى و الثقافى ايضا 

تعرفنا معكم عن بعض اسباب الصراع بين الزوج والزوجه ،ولكن لا يفوتنا أن نتعرف علي علاج تلك الأسباب ، وهي أن المشكله الأساسية التي دائمًا تعمل على تحويل اختلاف وجهات النظر إلي خلاف هي عدم احترام وجهة نظر الأخر وقبولها ورؤية الموضوع من زاوية أخري ولكن يفضل أن يكون هناك حل مناسب، وهو الانصات لوجهة نظر الآخر بهدف الفهم والاحترام المتبادل بين الزوجين .

حاول خلال الخلاف ألا تقدم نقد أو هجوم ولكن عليك بالإنصات الجيد لحين الانتهاء من غضبك يفضل أن تتجنب الصوت العالي والهجوم علي الطرف الثاني ونقده أو لومه بمعني عدم أخذ الموضوع بصورة شخصية لكن بموضوعية أكثر، فالهدوء يساعد على التفكير بشكل عقلاني أكثر من التعامل بشكل انفعالي لكي يساعدنا في الوصول إلى حل .

معرفة سبب المشكله هو جزء من حل المشكلة نفسها وذلك عن طريق السؤال عن لماذا حدثت المشكلة ؟ أو لماذا تتكرر المشكلة؟ فمعرفة جذور المشكلة والعمل علي إيجاد حل لها يمنع الخلاف من التفاقم مرة أخري .

فى النهاية الحياة الزوجية ليست حرب وانما هى مودة ورحمه ، وختم مقالي هذا بقول الله سبحانه وتعالي ، ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ، صدق الله العظيم .

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى