حمدي رزق يكتب: جولات الرئيس الرمضانية
انتباه يا سادة، رئيس الجمهورية كل يوم في جولة تفقدية، طرق وكبارى ومشروعات، وحتى قسم مدينة نصر يتفقده قبل الإفطار.
يفاجئك الرئيس «عبدالفتاح السيسى» كل يوم بجولة ميدانية مهمة، الرئيس كعادته لا يركن للتقارير المرفوعة من مواقع العمل، يفضل اختبار التقارير على الأرض، وفى المواقع وبين المهندسين والعمال والفنيين.
وعادة في الطريق يصادف الطيبين، فرصة تسنح يوميًا للقاء حميمى مع الناس، يتحسس نبض الشارع، ويصيخ السمع لشكاوى «المصرى الفصيح».
الرئيس يجيد اختيار جولاته، مخططة جيدًا، ليست جولات استعراضية، بل مراجعة ضرورية لمعدلات الإنجاز.
ليست لدينا رفاهية الوقت، ولا سعة من المال، تأخرنا طويلًا عن الإنجاز الذي يُشبه الإعجاز، وتعويض ما فات زمنيًا، واختصار المسافات، مصر تعدو لا تمشى الهوينا، قفزات متلاحقة، وأنفاس لاهثة، وعرق ينداح على الجباه.
الجولات الرئاسية الرمضانية تعطى درسًا، ملهمة، نفس إضافى، من قبيل المحفزات التي تصنع المعجزات، الرئيس لا يكل ولا يمل من محاولات دؤوب لتنشيط الدورة الدموية في الأطراف المتيبسة بفعل الزمن والقعود يوم الزحف.
لو انتبه الوزراء والمحافظون ورؤساء الأحياء إلى المعنى الظاهر جليًا لاستدامة هذه الجولات يوميًا في رمضان، وأسبوعيًا قبله، لتأسوا بالرئيس.
معلوم، لا يكتمل عمل دون رقابة لصيقة، ومراجعات يومية، وتذليل عقبات، المسؤول مكانه بين رجاله، لا يتمترس في مكتبه منتظرًا التقارير المكتوبة، لا تفى بالمطلوب، لا تعبر عن واقع، عما يجرى على الأرض.
دون مثل هذه المتابعات اللصيقة نهدر وقتًا لا نملكه، وإمكانيات نحن في حاجة ماسة إليها، الإنجاز المطلوب ضخم، ويستوجب الاحتشاد الوطنى، إيد على إيد تساعد.
الرئيس يتحرك من أعلى، ويستوجب التحرك في الطبقات من أعلى لأسفل حتى تتحرك الماكينة الوطنية من قاعدتها بطاقتها الجبارة.
الرئيس يتفقد يوميًا، وعلى كبار المسؤولين التحرك يوميًا لإحداث التراكم المطلوب إثباته، خلية النحل أو «القفير» لا مكان فيها لمتبطل أو متعطل أو عديم المسؤولية.
للأسف بعض المحافظين، ومن تحتهم بعض رؤساء الأحياء، ومثلهم بعض رؤساء المدن والقرى، نيام نيام في شهر الصيام.
جولات الرئيس يستوجب تحويلها لبرنامج عمل للمحافظين ولرؤساء الأحياء ومن دونهم وظيفيًا، كلٌّ مسؤول عن رعيته.
مطلوب خطة تفقدية يومية وأسبوعية وشهرية، لكل مدينة وقرية وحى، لو المحافظ قسم أحياء القاهرة مثلًا على أيام الأسبوع، مرور يومى، صحيح هيتعب شهرين ثلاثة، ولكنه سيستريح ويريح.
الجولات التفقدية كاشفة، الرقابة المطلوبة في الشارع، ع الطبيعة، مضى وقت التقارير المكتبية وتستيف الأوراق، التقارير المكتبية الباردة لن تحلحل المشاكل، ولن تلجم شكاوى، مراجعة التقرير الشهرى لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة، عدد الشكاوى وتصنيفها، مشاكل يمكن حلها أفقيًا وليس رأسيًا، محليًا قبل أن تصل إلى مجلس الوزراء!!
متى يستفيق رؤساء الأحياء؟!
لم يعد لائقًا رئيس الجمهورية في الشارع والبهوات في التكييف، عيب ميصحش، وعلى رأى محافظ القاهرة «خالد عبدالعال» قال يومًا في مواجهة رؤساء الأحياء: «رئيس الحى اللى مش عارف يشتغل يقعد في بيتهم أحسن»، وزيادة اللى مش هينزل للناس يعتزل الناس، طول ما الرقابة المباشرة غايبة طول ما الناس تشكو مر الشكوى.