مقالات

جمهورية مصر الدراميه… بقلم: عمرو نوار

جمهورية مصر الدراميه… بقلم: عمرو نوار

جمهورية مصر الدراميه... بقلم: عمرو نوار
عمرو نوار

على مسافه ليست بعيده عن افساد ذلك الميراث العظيم للدراما المصريه والسينما المصريه يقترب ” الورثه ” من ذلك الجُرم المشهود ..هؤلاء الورثه هم كتاب ومخرجين وممثلين ومنتجين تلك الاعمال التى انهارت بالدراما المصريه الى مستويات لم يكن من الممكن تخيلها ..اولئك الذين حوّلوا حارة ” العيش والملح ” المصريه الأصيله و المشهوره بشهامتها وكرمها وجدعنة اهلها الى حارة ” البلطجه “و” السنج ” و” المخدرات ” وليس مانقرأه من جرائم واقعيه بين الفينه والاخرى الا انعكاس لمفهوم ” اخذ الحق ” بالدراع وغياب القانون فى حارة ” البلطجه ” الجديده ..فى بلد يرتفع فيه مستوى الأميه لمن لايقرا ولايكتب الى معدلات عاليه لم تعد المسلسلات والافلام ” ترفيها “بقدر ماهى احد اهم ادوات ” التربيه والتعليم ” ..ولكى تتاكد من ذلك التاثير الفورى فيتذكر ابناء جيلنا ان موجة افلام ” بروس لى ” كانت تتحول بعد انتهاء العرض فى سينما ” الفانتزيو “وشبيهاتها الى ساحة معركه حيث يخرج الشباب ليضرب بعضه بعضا مقلدا ومتاثرا بحركات النجم الشهير ..

جمهورية مصر الدراميه... بقلم: عمرو نوار
السينما المصرية

هكذا فهم رواد السينما والدراما المصريه من الاباء المؤسسين رسالتها الساميه التعليميه التثقيفيه التنويريه ولم تكن ابدا ” سبّوبه ” يخلع فيها بطل المسلسل ملابسه بصدره العارى ممسكا بالسنجه ليحصل على مئات الملايين من الجنيهات ضاربا بعرض الحائط كل قيمه اخلاقيه وكل سلوك سوى …وان قال قائل ان لهذا النوع من دراما حوارى البطلجه والسكاكين والمخدرات والنساء المنحطات صوتا وصوره وسلوكا جمهوره ومريديه من باب اختلاف الاذواق فانه “حق يراد به باطل ” ومن هذه المقوله المغلوطه تسربت كل الاعمال المنحطه قيما وقيمه ..فالذوق اما ان يكون ذوقا راقيا او ذوقا فاسدا لا مسافه بينهما هو خط واحد فاصل ..والحقيقه ان هؤلاء ومنذ عقود قد باشروا فى تربية جيل لايتذوق الا الفن الفاسد ولايسمع الا المهرجانات ولا يستطعم الا طعم الدماء والبلطجه على الشاشه ..فرق كبير بين صدر عمر الشريف العارى فى ( صراع ف الوادى ) وبين صدور اولئك البلطجيه فى دراما الانحطاط ومن الظلم بمكان ان يطلق على هؤلاء القاب ممثلين او فنانين انما هم عابروا سبيل فى فواتير منتجين الجزاره واللحوم الآدميه ..هؤلاء من حولّوا ب”جرّة كاميرا ” مفاهيم المجتمع المصرى والحاره المصريه الى مفاهيم ” البلطجه والمخدرات ” ..وان قال قائل انها دراما واقعيه تعبر عن واقع الحاره والشارع المصرى فهو اشبه بمن وجد القمامه ف الشارع وبديلا عن وضعها فى سلة المهملات فإنه قذفها فى وجوه الناس صانعا منها فنا رديئا يقدم لشباب الوطن اسوأ قدوه ولايمكن تبرئة هؤلاء ابدا من ازدياد معدلات الجرائم البشعه والغريبه على المجتمع المصرى …والحقيقه الاكيده ان هؤلاء قد صنعوا “مصر ” اخرى فى انفصال تام عن مصر ” الحقيقيه الممتلئه بالشقيانين من العمال والفلاحين والعلماء والباحثين والنساء الفاضلات المكافحات وان بدا فى اعمالهم مصر الاخرى والتى يحق لنا ان نطلق عليها ” جمهورية مصر الدراميه ” صنيعة اموال انتاج مسلسلات وافلام البلطجه ..وكلما صادفنى احد تلك الاعمال الهابطه قرات الفاتحه مرارا وتكرارا على روح ابو الدراما المصريه الراحل العظيم اسامه انور عكاشه وكل من ساهم فى بناء تلك الاعمال العظيمه فمازالت “زينب ” فى الشهد والدموع موجوده فى مكانٍ ما فى مصر..ومازال “عباس الضو ” فى كل حاره ولكن قصصهم لاتصلح لكتابتها وعرضها حسب مفهوم عصابة ” جمهورية مصر الدراميه ” الذين يضيعون ريادة فن مصر وممثلى مصر ومخرجى مصر وكتاب مصر العظماء عبر كل مراحل تاريخ الانسان .

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى