حمدي رزق يكتب… أثرياء الحرب الأوكرانية
أثرياء الحرب، وصف عالمى لطائفة ممن يستغلون الحروب والأزمات والجوائح لتحقيق ثروات بالاحتكار والمضاربة فى الأسعار..
مصرياً، ابتلينا بطائفة مسعورة من التجار «لا بترحم ولا بتسيب الحكومة ترحم»، تتربص بفرائسها، وما إن تسنح فرصة تلهب الظهور بسياط الأسعار، تمتص دم الطيبين، وتلتهم جهود الحكومة فى تثبيت الأسعار، تشعل الأسواق ناراً.
نوعية من البشر والعياذ بالله، قلوبها كالحجارة، قدت من صخر أسود، مصاصو دماء، يخطفون اللقمة من الأفواه الجائعة، لا يرعون لخلق أو ضمير، يعيثون فى الأسواق فساداً.
وخبرناهم عبر الجائحة، وقبلها وقبل اللى قبلها مع تحرير سعر الصرف، فى كل أزمة حاضرون كالأشباح الشريرة، وما إن اشتعلت الحرب الأوكرانية حتى برزوا عقورين بأسنانهم الصفراء، ينهشون فى لحم الغلابة، دون شفقة أو رحمة.
أثرياء الحرب مثلهم مثل «تجار الأُرنص» فى زمن الاحتلال، وبالسوابق، ومع كل زيادة فى الأسعار العالمية يتحولون إلى «هبّيشة» ينهشون فى لحم الناس الحى، وكل قرش صاغ زيادة يلهف التاجر جنيها.
الحكومة ظهرها للحائط، وهذا ليس تبريراً، الحرب أمامها وبحر البشر خلفها، ولكن هؤلاء من يصعّبون الحياة على الناس، ويلوون ذراع الحكومة، كفوا أذاكم عنا!.
النية فى الزيادة مقررة والتربص قائم، والمواطن البسيط ضحية، مكواة التجار كَوت المواطن، الغلبان يحترق، شامم ريحة الشياط تزكم الأنوف، للأسف، ولكنها أنوف لا تشم، إذا كانت هناك غنائم لهذه الحرب فسيكون للتجار أكبر نصيب من الكعكة المسمومة.
طائفة منهم يتعاملون معنا على أنهم «تجار حرب» ، ونحن أسرى الحرب المعلنة من جانبهم على الشعب ظلماً وعدواناً.. وتجار الحرب حجتهم الأساسية جاهزة ، الحرب.. الحرب.. وقبلها الدولار، وقبل اللى قبلها، وهكذا دواليك، كانوا ولايزالون متلمظين، وها هى جاءتهم الوليمة على طبق من فضة، يتكالبون تكالب الأكلة على قصعتها.
المقاطعة هى الحل شعبياً، ولكنه ليس حلاً مثالياً، الغرف التجارية تناصب الشعب العداء، وإذا لم يرعو هؤلاء لصوت العقل، يستوجب غل آيادى التجار فى الأسواق، بالقانون، مثل التاجر الذى يمتص دماء الناس مثل العدو يستوجب ردعه، والتسعير الجبرى سلاح الردع.. وهو الحل المثالى.. وبوسع الحكومة كثير من وسائل الردع.. العين الحمراء يا حكومة.