مقالات

حمدي رزق يكتب: أغرب الشائعات!

حمدي رزق يكتب: أغرب الشائعات!

حمدي رزق يكتب: أغرب الشائعات!
حمدي رزق

لفتنى فى تقرير المركز الإعلامى لمجلس الوزراء عن حصاد مواجهة الشائعات وتوضيح الحقائق خلال عام 2023 للعام العاشر على التوالى، عنوان فرعى معنون «أغرب الشائعات».

ومن أغرب الشائعات وفقًا لما ورد فى التقرير، وعلى سبيل المثال لا الحصر، إصدار قرار بمنع جميع أصحاب الأمراض من السفر لأداء مناسك الحج، وانحسار مياه البحر عن بعض شواطئ الجمهورية مما ينبئ بحدوث تسونامى، وتوجيه وزارة الصحة فرقًا طبية للمرور على المنازل لتحصيل مبالغ مالية من المواطنين مقابل إجراء تعاقدات مع العيادات، وشائعة اعتزام الحكومة تنفيذ خطة شاملة لهدم وإزالة مساجد «آل البيت» لصالح مشروعات استثمارية، وفرض شركات الاتصالات رسومًا على متلقى المكالمة التليفونية.

مخطط استنزاف الحكومة بطائفة من الشائعات الكاذبة يوميًا بات طقسًا مزعجًا، ماكينة الشائعات المعادية تعمل على مدار الساعة فى إنتاج أخبار محبطة، ومعلومات مشككة، وأرقام مضروبة، وحكايات مفبركة فى فبريكات خفية، وتتكفل مواقع وصفحات وحسابات الإخوان والتابعين لتصديرها إلى داخل مصر لإقلاق راحة الطيبين.

القصف المعلوماتى المكثف والمركز الذى تتعرض له الدولة المصرية مباشر ودقيق ويضرب فى اتجاهات ومحاور بعينها، وأحيانًا للتشتيت، وفى الغالب يستهدف العمق الشعبى، يقينا ليست شائعات كيدية، ولكنها سياسية، تستهدف كل منجز على أرض الوطن.

الاستنزاف الممنهج بلغ حد الخطورة، التشكيك طال حتى مياه البحر فضلا عن مياه النيل، معلوم الحروب النفسية (صناعة التشكيك) تقدمت كثيرا، والسوشيال ميديا أمدتها بتقنيات وآليات تنشر الشائعات كنشر العدوى، فيروسات معدية ومتحورة وتصيب أجهزة المعلومات بالتشويش، تنفث فيروسات متحورة معدية فى الجهاز المناعى للحكومة.

غاب عن التقرير إجمالى عدد الشائعات، تقريبًا نحو 90 ألف شائعة فى العام الأخير، ولافت الزيادة المضطردة سنويًا فى عدد الشائعات، بلغت الزيادة 18.8% عام 2023، عن عام 2022 الذى بلغت الزيادة فيه 16.7% عن سابقه، وهكذا تتكاثر الشائعات سرطانيا ما يؤثر على مناعة الجبهة الداخلية.

مؤشرات التقرير جد خطيرة، ويترجم ما ورد فى التقرير، مصر مستهدفة بضراوة، وكلما ارتفع البنيان شاهقًا استعرت معاول الهدم والحفر تحت الأساسات، وهو ما حذر منه الرئيس السيسى مرارا فى سياق حديثه عن «معركة الوعى» التى تخوضها الدولة المصرية فى مواجهة أخطر وأقدم تنظيم إرهابى عرفته المنطقة العربية والساحة المصرية، التنظيم الدولى للإخوان الإرهابيين.

التقرير المهم كاشف عن استهدافات بعينها تصوب عليها المنصات الإلكترونية، ونوعية هذه الأهداف، ما وصفه التقرير بأخطر الشائعات، الرئيس السيسى قبلا ظهر فى احتفال عام محذرا: «الخطر الحقيقى الذى يمر ببلادنا والمنطقة هو خطر واحد يتمثل فى تدمير الدول من الداخل عبر الضغط والشائعات والأعمال الإرهابية وفقد الأمان والإحساس بالإحباط ».

وضرب الرئيس مثلًا رقميًا ذا دلالة، مصر تعرضت إلى ٢١ ألف شائعة خلال ٣ أشهر بهدف نشر البلبلة والإحباط.

قراءة الرقم تقول بـ ٧ آلاف شائعة شهريا، ٢٢٣ شائعة يوميًا، ١٠ شائعات كل ساعة، هل هناك بلد مستهدف هكذا.. أشك.

 

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى