مقالات

عيد الحب المصري وهل تستطيع أن تحب

عيد الحب المصري وهل تستطيع أن تحب

عيد الحب المصري وهل تستطيع أن تحب
صورة أرشيفة

كتب : شعبان عبد الحميد 

“هذا يوم الاستجمام العام لقلوبنا وأرواحنا، نغسلها من الحقد والكراهية والأنانية والحسد والغيرة العمياء، تحمل أيدينا الزهور وأغصان الزيتون ولا تحمل الخناجر والسكاكين وطلقات الرصاص هذه هي “كلمات الراحل العظيم مصطفى أمين في عموده الشهير “فكرة” الذي نشر في الرابع من نوفمبر عام 1988 وهو يوم عيد الحب المصري. تلك كانت رؤية مصطفى أمين للحب وعيده، هو يوم لاستعادة أجمل صفاتنا: المروءة والشهامة والفروسية والصداقة والتضحية والصبر والقدرة على الصمود. وقد لاقى مصطفى أمين الكثير من الهجوم ولم تقابل فكرته بأي حماس، لأن أغلب الناس اعتقدوا أنه يطالب بعيد للعشق والغرام. بعد خروج مصطفى أمين من السجن لاحظ أن العلاقات بين الناس أصبحت سيئة للغاية ما بين ابن عاق لوالديه وبنت شديدة القسوة مع أمها وانتشر الحقد والحسد واستفحل بين البشر. فقرر أن يذكرنا في الرابع من نوفمبر من كل عام بمعان جميلة نسيناها وسط انشغالنا بهموم الحياة اليومية. وبعد سنوات طويلة من رحيل مصطفى أمين، رحل عيد الحب المصري ليلحق بصاحبه فلم يعد يتذكره إلا قلة قليلة أما الأغلبية فقد اتجهت للاحتفال بالعيد الغربى الملقب بالفالنتين”.

عيد الحب المصري وهل تستطيع أن تحب
صورة ارشيفية

قبل حوالى أسبوع من يوم “الفالنتين” تتحول واجهات محلات الهدايا إلى اللون الأحمر بصورة تعتقد معها أن الشعب المصري بكاملة تحول إلى مشجع للنادي الأهلي. ويتحول عيد الحب إلى حدث تجارٍ شديد الأهمية ترتفع فيه أسعار الورود والدباديب إلى أضعاف ثمنها وتظهر سنويا عدد من التقاليع التي يجرى وراءها الشباب دون تفكير، لدرجة أن تغليف الهدية أصبح يتعدى ثمن الهدية نفسها. ان مفهوم الحب عند الشباب تغير لماذا لأنهم يفضلون الاحتفال بالفالنتين؟ الحب عند الشباب تغير وتحول إلى مجرد علاقة بين شاب وفتاة تتستر تحت كلمة حب. فالشباب يحاول أن ينتج مفهومه الخاص للحب، إلا أنه لا يجد هذا الشكل فى مجتمعه، مما يدفعه إلى تقليد المجتمعات الغربية فى الملبس والمأكل واللغة. يهرب الشباب من شخصيته الضائعة ويبحث عن شخصية جديدة، لعله يجد لنفسه مكانا فى هذه الدنيا، وذلك من خلال تقليد الغرب إلا أنه لا يأخذ منه إلا القشور دون التركيز على أسباب النجاح. فيلخص التحضر فى دبدوب يظن أنه يمكن أن يضمه إلى ذلك العالم الذي يبدو شديد الإبهار. “أتحدى أن تتعدى مظاهر الاحتفال بعيد الحب فى أية دولة أوروبية ربع ما نراه فى شوارعنا فى الفالنتين، فلديهم ما يشغل حياتهم دون مبالغات زائفة” أقول أن الشباب نسى لغته وتاريخه وحرم نفسه من حقوق كثيرة كان يمكن أن تصنع منه شبابا يحقق نجاحا للأمة،وذلك بسبب تقليد الغرب

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى