أهل المغنيمقالات

حمدي رزق يكتب: أمير الغناء العربى!

حمدي رزق يكتب: أمير الغناء العربى!

حمدي رزق يكتب: أمير الغناء العربى!
حمدي رزق

يشير عدد من المؤرخين إلى لقب «كوكب الشرق»، الذى اشتهرت به عظيمة مصر «أم كلثوم»، وحظيت به عندما زارت فلسطين عام ١٩٢٨، حيث زارت «ثومة» مدينة القدس، وغنت على مسرح «عدن» أمام جمهور غفير من عشاق الطرب والشعر العربى القديم، وتم الإعلان عن حضور أم كلثوم على الحفل بلقب «فاتنة الجماهير ومطربة الشرق الوحيدة».

ومن القدس انطلقت أم كلثوم إلى «حيفا» بالقطار لتُحيى حفلتين، الأولى فى شارع الملوك والثانية فى مسرح الانشراح، وعلى مسرح الانشراح صعدت سيدة حيفاوية تُدعى «أم فؤاد»، وقالت لأم كلثوم: «أنتِ كوكب الشرق بأكمله»، فى حين أشار آخرون إلى أن هذه السيدة الفلسطينية أطلقت هذا اللقب على أم كلثوم فى إحدى زياراتها لفلسطين عام ١٩٤٦، بعد أن غنت أغنية «أفديه إن حفظ الهوى» (اليوم السابع).

ومع اختلاف المؤرخين حول هذه الرواية، والعام الذى أُطلق فيه هذا اللقب على أم كلثوم وفى أى زيارة لفلسطين أُطلق عليها، إلا أن العديد منهم يتفقون حول أن لقب «كوكب الشرق» كان هدية فلسطينية لدرة الغناء العربى أم كلثوم مدى الحياة.

مكالمة تليفونية رائقة تكرم بها الكبير الدكتور «أسامة الغزالى حرب»، يلفتنى إلى لقب «أمير الغناء العربى»، الذى ورد فى مقالى عن حفلة الفنان الخلوق هانى شاكر فى دار الأوبرا المصرية.

دكتور أسامة توقف ملِيًّا أمام لقب «أمير الغناء العربى»، وبعقلية أكاديمية منضبطة، سألنى عن أصل هذا اللقب، ومنطلقاته، ومَن أطلقه، وجواز استخدامه فى مقال رصين دون مبررات منهجية. 

لفتنى إلى حالة السيولة التى باتت تلون كتابات البعض (يفرطون فى إطلاق الأوصاف والألقاب دون ضابط موضوعى).. وسيادته شخصيًّا يجفل من هذا اللغو غير الموضوعى تقييمًا وقياسًا.

إجابتى كانت بسيطة، الألقاب ليست من اختراع كاتب السطور، لم يبتدعها من عندياته، حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا، الألقاب تُطلق فى ظرف، وتتجذر بمرور السنين، لدرجة أنها أصبحت وكأنها جزء من الأسماء، بل تسبق الأسماء أحيانًا، كالاسم الفنى، يروج ويحل محل الاسم الحقيقى، يلصق بالنجم، ويعيش طويلًا، أخشى أن ينسى بعضهم اسمه الحقيقى مكتفيًا باسمه الفنى.

على سبيل المثال، طيب الذكر يرحمه الله «نور الشريف» اسمه الحقيقى «محمد جابر محمد عبدالله»، ونعود من ذكرى «نور» إلى لقب الهضبة، صعب تفصل اللقب عن الفنان الجميل «عمرو دياب»، وكأنه اسمه الثلاثى، والكينج لقب المبدع «محمد منير»، وأحيانًا الاسم يُلصق باللقب، فيصير رباعيًّا مثل الفنان اللبنانى الكبير «جورج وسوف سلطان الطرب»، الذى مُنى بخسارة فلذة كبده «وديع» فى ظرف حزين.

شىء لزوم الشىء، صفة للموصوف، كما يقولون فى الوصف التفصيلى لمباريات الدورى الإنجليزى: «فخر العرب» وصفًا لكابتن مصر الدولى «محمد صلاح»، وتخففًا «أبومكة»، ودلعًا «أبوصلاح»، وجمهور الكرة مستمتع غير مستنكف ويطلب المزيد من الدلع الذى يُجيده معلق العرب الأول، «عصام الشوالى».

بعقليته الراجحة، يقول الدكتور «أسامة الغزالى حرب»: لقب «كوكب الشرق» استحقاق لـ«أم كلثوم»، فهل مثل هذا الاستحقاق حادث فى ألقاب هذه الأيام؟، منطوق الدكتور أسامة: «الاستحقاق أولًا للألقاب قبل إطلاقها فى الفضاء العام»، وأشاطره قاعدة الاستحقاق اتفاقًا.

صحيح ليس كل ما يلمع ذهبًا.. عفوًا دكتور أسامة، إذا كتبت عن «هانى شاكر» تاليًا، فسأكتبها «هانى شاكر أمير الغناء العربى» هكذا اسمه خماسيًّا ليس ثلاثيًّا أو رباعيًّا.. وبمحبة ناهيك عن الاستحقاق.

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى