مقالات

حمدي رزق يكتب: الأفورة جابتنا ورااااا!

حمدي رزق يكتب: الأفورة جابتنا ورااااا!

حمدي رزق يكتب: الأفورة جابتنا ورااااا!
حمدي رزق

العنوان أعلاه يلح على قلمى كثيرًا.. كتبته مرات سابقًا، ولا حقًا كلما جد جديد.. فلا تستغربوه!!

جد بجد، هل تستأهل تويتة «رضوى الشربينى» على «فيسبوك» كل هذا الصخب والتداعى الذكورى المشبوب بالغضب، وصولا لبلاغ للنائب العام وطلب المساءلة القانونية، ومعاقبتها بنص المادة (303) من قانون العقوبات.

تخيل المادة تنص على: «يعاقب على القذف بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن ألفين وخمسمائة جنيه ولا تزيد على سبعة آلاف وخمسمائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين».

حجة البلاغ كما ورد فى نصه؛ المذكورة متهمة بإهانة جموع الرجال المصريين بوصفهم بالخراف، فى سخريةٍ منها صريحة تستوجب المساءلة القانونية!!.

تخيل جموع الرجال المصريين فى تويتة واحدة، يالها من تويتة حارقة، رضوى ضربتهم بقنبلة نووية تكتيكية، تصيب الرجال فحسب.. آه يا النفوخ بتاع الأنا؟!

لست فى حالة دفاع عن «رضوى الشربينى»، مفيش جنس رجل يقبل الوصف الجارح «الخروف»، رضوى جد لم تكن موفقة فى تويتة «الخراف»، يكفى زجرها كما فعلت القناة المحترمة CBC، ولكن بلاغات وتحقيقات وقانون العقوبات أوفر أوى، الأفورة طبع!.

شابة وفرحانة بشبابها، أكلت الخروف وتوتت على نفسها، طق حنك، كلام ساكت، فوق الخيال ما حدث ويحدث الآن، احتشاد الرجال مكورين القبضيات طالبين الثأر، ومن كل جروب رجل للفتك بالساحرة الشريرة ودق عظامها الرقيقة، وذر رماد عظامها فى النيل، لتكن عبرة لغيرها من الستات اللاهيات، على طريقة «يا حلوة متلعبيش بالكبريت»!.

القصة وما فيها، وفيها ما فيها، شابة روشة كتبت جملتين، من قبيل النغش والهزار، وإذ فجأة (فجعة) تتحول إلى قصة وحكاية ورواية تناقلتها المواقع الباحثة عن التريند ومزيد من المشاهدات، حتى بلغت مواقع عالمية رصينة، وجدت فى القصة ما يدخل فى باب الغرائب والطرائف!!.

ما هذا الاحتشاد الكاذب، والبلاغ الخادع!.. كافٍ جدًا لفت نظرها من المجلس الأعلى للإعلام، وكفى بالمحتشدين من الرجال شر القتال.

الأفورة باتت طقسًا مصريًا، والوقائع تحتاج إلى «جبرتى ساخر» يوثّق وقائع الأفورة فى بَرّ مصر، وقبلها وقوف علماء الاجتماع على حالة الأفورة الفظيعة التى بتنا عليها.

موجات من الأفورة.. من جزار المونوريل، مرورًا بحج الميتافيرس.. توالى هذه الموجات الإلكترونية يحرفنا عن جادة الطريق، هناك قضايا أهم من تويتة لفتاة أدمنت حك الأنوف بحكى غرائبى مستقى من تراث طيب الذكر «سى السيد».

أوفر أوى اللجوء إلى النائب العام، وتحكيم قانون العقوبات فى واقعة تافهة.. وأوفر فتح تحقيقات ونيابات، ولربما وصلت إلى المحاكم من باب الاحتياط تحسبا للتكرار المخل بالوقار المجتمعى.. «مجتمع ذكورى بالفطرة» هكذا يوصفون.

بين ظهرانينا فريق من المحامين مضروبين بالشهرة، يبحث عن ضالته فى تغريدة، تويتة، جملة فى مقال، خط متموج يعطى إحساسا جنسيا فى لوحة، لون أحمر يحك أنف الثيران الهائجة فى برارى القحط الجنسى.

فريق الحسبة القانونية يمتهن الأفورة القانونية، ويعمل من الحبة قبة، رغبة فى التشهير متلذذًا باللحم الأبيض مصلوبًا على الحوائط الإلكترونية، متلمظًا لهفوات وهنّات المشاهير ليحكم فيهم قانون الأمر والنهى.

إزاء جيش جرار من المستهلكين يموت فى الفضائح، خاصة لو كانت تخص جميلة من الجميلات.. غرّد وتوّت وشبّر يا وله.

بالله عليكم، هل هذه واقعة تستحوذ على التفكير الجمعى يومًا أو بعض يوم؟!.. يبدو أن الخواء الذى نرفل فيه يعمل أكتر من كده!.

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى