مقالات

حمدي رزق يكتب: «الجَوْنَة» بِأَيَّةِ حَالٍ عُدْتَ يَا مهرجان؟!

حمدي رزق يكتب: «الجَوْنَة» بِأَيَّةِ حَالٍ عُدْتَ يَا مهرجان؟!

حمدي رزق يكتب: «الجَوْنَة» بِأَيَّةِ حَالٍ عُدْتَ يَا مهرجان؟!
حمدي رزق

عودة مهرجان الجونة السينمائى، وإقامة دورته السادسة فى الفترة من (١٣-٢٠ أكتوبر المقبل) فى مدينة الجونة بالبحر الأحمر، خبر جدٌّ سعيد، يغبط الحادبين على الفن السابع.

كان توقف المهرجان الطموح اضطراريًّا لأسباب فنية وتنظيمية، عكس اتجاه الرياح، عكس ما نرجوه من تطور المهرجان دورةً بعد دورة، حتى بلغ خمس دورات محققًا نجاحات متتالية يشهد بها صناع الفن السابع والجمهور المتحلق حول شاشات العرض فى هذه البقعة الساحرة على شاطئ البحر الأحمر موئل الرواج السياحى المصرى، والجونة مع أختيها الغردقة وشرم الشيخ تمثل حالة سياحية عالمية متفردة.

إدارة المهرجان فى بيانها وعدت بالتركيز على محورية دور المهرجان، والتى لعبها فى دوراته السابقة بمساهمته فى تطوير مشهد صناعة السينما محليًا وإقليميًا وعالميًا.

تنمية صناعة السينما هدف أول، ودور القطاع الخاص حيوى فى هذه الصناعة الثقيلة التى تكلف غاليا، جهود الدولة الإنتاجية مقدرة، ورفدها بمنابع جديدة يزيد من غلتها، السينما بطبعها تحتاج رؤوس أموال حاضرة.

وإذا تفرغت الدولة للأفلام ذات الطابع الوطنى والتاريخى، فيضطلع القطاع الخاص بإنتاج تشكيلة الأفلام عبر شركاته التى كادت تجف عروقها تحت وطأة الأزمة الاقتصادية.

لفتنى المهندس «سميح ساويرس»، راعى المهرجان، بقوله: «مهرجان الجونة السينمائى فعالية فنية وإبداعية وسينمائية مهمة فى المنطقة، وأنا ملتزم برعايتها حتى تستمر فى المساهمة فى تعزيز مشهد صناعة الأفلام، محليًا وإقليميًا وعالميًا».

والرسالة بعلم الوصول «التزام شخصى من رجل يعرف قدر كلمته والوفاء بفروضها»، ساويرس يقول: «مع عودة المهرجان، أجدد إيمانى بأهمية الفنون والثقافة ودورهما فى تنمية المجتمع.. فأنا متحمس لأن الجونة ستستمر فى كونها موطنًا لواحد من أكثر المهرجانات الثقافية البناءة».

حُط تحت «البنَّاءة» خط، مطلوب من إدارة المهرجان الجديدة تحت قيادة المبجل «عمرو منسى»، المؤسس المشارك للمهرجان ورائد الأعمال المدير التنفيذى للمهرجان، رعاية فروض «البنَّاءة» فى الدورة السادسة وما يتلوها من دورات.

الكيف قبل الكم، مهرجان الجونة ليس عرضًا للأزياء، وليس منصة لأحدث خطوط الموضة، ولكن عرض لأحدث الأفلام فى مصر والمنطقة والعالم.. هكذا أفهم دوره. والمفروض يتحلق حوله نجوم مصر والمنطقة والعالم.. مسرح وطنى ساحر لإبداعات الفنانين المصريين وليس أكتافهم!.

السينما المصرية العريقة ليست هز كتاف فى فساتين مزركشة، ولكنها إبداعات عميقة ملهمة.. فارق بين القوة الناعمة (سينمائيًّا) وبين عروض الأزياء أمام الكاميرات، ما كان يصدر عن البعض فى أيام مهرجان الجونة خصمًا من رصيده الفنى الذى نعول عليه فى تنمية الصناعة، ويضعه فى مرمى السهام المسمومة المصوبة إلى قلب السينما المصرية.

نتمناه مهرجانًا راقيًا فنيًا وتنظيميًا، وحضورًا يعبر عن قيمة السينما المصرية، وليت المهرجان يخصص جائزته الكبرى لمنتج مثقف يستبطن رسالة المهرجان (البنّاءة) ويقدم من خلاصة فكرة وإبداعه ما يزيد من رصيد المهرجان.

ويجسد رسالته فى تعزيز مشهد صناعة الأفلام محليًا، مؤقتًا، قبل إقليميًا وعالميًا.. المحلية طريقنا إلى العالمية، ومساندة الإنتاج الجاد وطنيا واجبٌ مستوجبٌ على إدارة المهرجان فى دورته السادسة.

خلاصته، وبعد التهنئة على العودة، كل زهرة تتفتح إضافة إلى حديقة السينما الغَنَّاء، وكل مهرجان (جوار مهرجان القاهرة السينمائى الدولى) رئة جديدة تتنفس منها السينما التى تعانى ضيقًا خلقيًا فى التنفس الصحى الذى يمنحها النفاذية كإحدى القوى الناعمة مصريًا.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى