حمدي رزق يكتب: الحج الكاثوليكى إلى مصر
احتفال الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية فى مصر والعالم بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، فى الأول من شهر يونيو من كل عام، بمثابة دعوة طيبة للحجيج المسيحيين من حول العالم إلى زيارة الأرض التى باركتها العذراء مريم تحمل وليدها المسيح، عليه السلام. فرصة سياحية نادرة وسنحت، مستوجب توفُّر وزارة السياحة والآثار على ملف «مسار العائلة المقدسة فى مصر» كأيقونة حج مسيحية إلى مصر.
اعتماد الكنيسة المصرية والفاتيكان لمسار العائلة المقدسة أهم حدث سياحى حظيت به مصر يومًا، لم تحْظَ السياحة المصرية بدعم بابوى على هذا المستوى الرفيع على مدار تاريخها الحديث. لا أفهم فى السياسات التسويقية التى تُدار بها مثل هذه المقاصد السياحية المهمة.
ولكن بين ظهرانينا وزير متحمس «أحمد عيسى» يجيد سياسات التسويق والترويج باحترافية، ورجال سياحة متوفرون على مسار العائلة المقدسة منذ عقود خلت، الأستاذ «منير غبور» نموذج ومثال، وخبرته بالرحلة ترسمه مرجعًا سياحيًّا معتمدًا للرحلة المباركة، والرجل يعيش الرحلة كأنها أيامه، ومتحمس لإحياء المسار من فوره.
داخليًّا، بابا مصر المقدر «تواضروس الثانى» لا يدخر وسعًا، يطوف كل عام بمحطة من محطات الرحلة مناديًا عليها، وعالميًّا، البابا «فرنسيس»، بابا الفاتيكان، اعتمد الرحلة وباركها، ما يترجم توجيهًا فاتيكانيًّا لنحو مليار و200 مليون مسيحى كاثوليكى حول العالم للحج إلى مصر. البابا فرنسيس مشكورًا لفت أنظار نصف مسيحيى العالم إلى رحلة العائلة المقدسة فى الأراضى المصرية، سيطلون بأنظارهم على الخريطة لاستكشاف محطات الرحلة المقدسة (25 محطة)، التى اعتمدها البابا فرنسيس بكرم بابوى فى الرابع من أكتوبر 2017.
الأسئلة تتداعى على العقل، متى ينجز المسار المبارك، وكيف يتم الترويج لهذه الرحلة المقدسة خارج الحدود، مثلًا فى البرازيل باعتبارها حاضنة أكبر عدد من المسيحيين الكاثوليك فى العالم، وكذا المكسيك والفلبين والولايات المتحدة وإيطاليا؟.
استثمار العطفة البابوية الفاتيكانية فى روما، ومثلها العطفة البابوية الأرثوذكسية فى الإسكندرية، واجتماعهما على قداسة المسار، يرسمه حجًّا مقدسًا، هذا ثقل دينى لمقصد سياحى اسْتِثْنائى، مثل هذا المقصد الذى يشبه النهر الجارى، لابد أن تتوفر عليه حكومة المهندس مدبولى لتوفير ما يلزم لإحياء المسار المبارك. مثل هذا المسار المقدس إذا أُحسن استثماره واستغلاله عالميًّا فستجنى مصر من وراء هذه الرحلة المباركة ما تجنيه العربية السعودية فى موسم الحج سنويًّا.
المسيحيون حول العالم متشوقون لتتبع رحلة العائلة المقدسة فى الأرض الطيبة، والبابا فرنسيس أدى رسالته الدينية تجاه مصر كاملة باعتماد الرحلة، التى حُققت من قِبَل الفاتيكان ووثقت تاريخيًّا ودينيًّا، ولكن هل أدينا نحن نصيبنا من الرسالة؟.
أخشى أن الرسالة لم تصل بعد، أشك أن أخبار الرحلة بلغت البرازيل أو المكسيك أو الفلبين بملصق دعائى واحد!.
بين أيدينا منتج سياحى بكر لم تطأه قدم بعد، منتج سياحى معتمد من قبلة الكاثوليك (الفاتيكان) وبين ظهرانينا الكنيسة الكاثوليكية «الوطنية»، التى يمكن أن تضطلع بدور حيوى فى دعوة الكاثوليك من حول العالم للحج المسيحى إلى مصر استجابة لدعوة البابا فرنسيس.
ترويج الحج المسيحى إلى مصر يحتاج إلى فكر احترافى خارج الحدود، كم مكتبًا سياحيًّا مصريًّا، بل كم وفدًا سياحيًّا مصريًّا يتكلم لغتهم بلغ حدود القارة الأمريكية الجنوبية البعيدة ليروج لرحلة العائلة المقدسة؟!.