عاجلمقالات

حمدي رزق يكتب .. السوبرانو فرح الديبانى

حمدي رزق يكتب .. السوبرانو فرح الديبانى

حمدي رزق يكتب .. السوبرانو فرح الديبانى
حمدي رزق

النَدِىّ أو سوبرانو، الصوت من طبقة الأوكتاف، الجواب أو جواب القرار، الأعلى بين أصوات النساء.

احتفاء الصحافة الفرنسية بالموهبة الأوبرالية المصرية «فرح الديبانى» يشرح القلب، السوبرانو المصرية، المولودة قبل (٣٣ عامًا) في الإسكندرية، أحيت حفل فوز «إيمانويل ماكرون» بولاية ثانية في الانتخابيات الفرنسية.

صدح صوتها بالنشيد الوطنى الفرنسى La Marseillaise، الحضارة الفرنسية استصحبت صوتًا من الحضارة المصرية في أعظم احتفالاتها الوطنية.

تقدير رئاسى مستحق، وكافأها الرئيس ماكرون بتحية خاصة، وطبع قبلة على يدها وشكرها، بحسب «الفيديو» الذي لف العالم بأسره.

أينما تولوا وجوهكم ثمة مواهب مصرية استثنائية لافتة، مصر طول عمرها ولود، كل صباح يولد على شط الترعة ألف فنان، وألف موسيقار، وألف مغنٍ، وألف روائى، وألف شاعر، يملأون الأرض فنًا، قوة مصر الناعمة تتجلى عالميًا.

الديبانى حاصلة على بكالوريوس الفنون من أكاديمية Hanns-Eisler Academy of Music للموسيقى ببرلين، ومصنفة أول «سوبرانو» أجنبية تحيى حفل الفوز بالرئاسة الفرنسية.

صحيفة Libération سجلت في صدر صفحاتها أنها أول أوبرالية أجنبية تؤدى في حفل رئاسى نشيد «لا مارسييز» الأقدم عالميًا، (تمت كتابته ثم اعتماده في ١٧٩٥ في خضم الثورة الفرنسية).

فرح (Farrah El Dibany)، بحسب ما نشرت الصحافة الفرنسية، التحقت منذ ٢٠١٦ بأكاديمية الأوبرا في باريس، وبزغت موهبتها فقط بعد ثلاثة أعوام فحسب، وفازت بجائزتها الشهيرة في الغناء الأوبرالى كأول مغنية مصرية تحصل على إجازتها العالمية.

في سجل «الديبانى» الفنى أنها غنّت دور «كورنيليا» بأوبرا «يوليوس قيصر» لهاندل في دار الأوبرا بالقاهرة، وحصلت في العام ٢٠١٣ على الجائزة الثالثة من مسابقة «جويلو بيروتى» الدولية للغناء الأوبرالى.

وظهرت بعد عام بدور «راميرو» في أوبرا «فتاة الحديقة» لموزارت، وفى دور «ديدو» في أوبرا «ديدون وإينيى» لهنرى بورسيل، وبدور البطولة في أوبرا «كارمن» لجورج بيزيه، لذلك وصفتها مجلة «عالم الأوبرا» الألمانية بأنها أفضل موهبة أوبرالية شابة.

ونشأت «الديبانى» وسط عائلة مصرية موسيقية، واعتادت منذ طفولتها على سماع الموسيقى الكلاسيكية التي يهواها والداها، فيما كان جدها عازفًا للبيانو الذي بدأت بالتعلم عليه منذ كانت بضفائر شقية، فقط بعمر سبع سنوات، وبعمر ١٤ سنة بدأت تتلقى تدريبات صوتية مع مغنية الأوبرا المصرية الشهيرة «نيفين علوبة»، وأثمر الجهد ظهور نجمة أوبرا عربية عالمية درجة أولى في احتفال الرئاسة الفرنسية.

سيكون معتبرًا وجميلًا أن توجه دار الأوبرا الدعوة (من قبل وزيرة الثقافة الفنانة إيناس عبدالدايم) للفنانة فرح للغناء على مسرحها الكبير، وتكريمها في ليلة مصرية تضاهى الليلة الفرنسية، احتفاء بالصوت المصرى الذي تألق عالميًا، وحمل رسالة الفن المصرى الراقى إلى المنصات العالمية.

ربط المواهب المصرية المهاجرة بالوطن الأم ضرورة مستوجبة، وأعول على تواصل وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم بالفنانة فرح وضمها إلى مشروعها الوطنى لربط أبناء الوطن بالمحروسة، سنكسب صوتًا راقيًا صادحًا عالميًا يحمل رسالة الجمهورية الجديدة المؤسسة على إرث حضارى عريق إلى العالم أجمع.

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى