مقالات

حمدي رزق يكتب: السيدة وكيلة النائب العام

حمدي رزق يكتب: السيدة وكيلة النائب العام

حمدي رزق يكتب: السيدة وكيلة النائب العام
حمدي رزق

الإلهة «ماعت»، إلهة الحق والعدل والنظام فى الكون، تمثل بهيئة سيدة تعلو رأسها ريشة النعام رمز العدالة، وفى الصورة على جدران المعابد الفرعونية تراها ممسكة مفتاح الحياة (عنخ) فى إحدى يديها وتمسك فى يدها الأخرى صولجان الحكم. وأحيانا ترمز «ماعت» لإلهة الحق والعدل بالريشة.

ماعت سجلت حضورًا تاريخيًا وبأحرف من نور.. فى صورة السيدة «داليا محمود»، وكيلة النائبِ العام، مثلت الادعاء فى قضيةِ النيابةِ العامةِ رقم ( ١٦٠٧٦ لسنة ٢٠٢٢) جنايات مركز كرداسة. وكيلةُ النائب العام برزت باهرة تسر المراقبين، بثقة، وحماسة، وعقلانية، وإقناع، سببت الأسباب واستفاضت فى شرح ما خفى، وحلقت فى سماء العدالة تطلب العدل.

ولم يفتها أن تُشهد العالم على وقفتها شامخة فى محراب العدالة، فاتحة الطريق أمام ثلة من العظيمات، اختتمت السيدة «داليا محمود» مرافعتها البليغة بالإشارةِ إلى شرفِ مثولِها فى مقامِ الادعاءِ باعتبارِها أُولى سيداتِ مصرَ وأولى عضْواتِ النيابةِ العامةِ اللاتى يقفْن فى هذا المقامِ الجليلِ بمحرابِ العدالةِ المقدسِ، مناشِدةً المحكمةَ بقولِ الحقِّ العدلِ جلَّ جلالُه «وكَتَبْنَا عليْهِم فيها أنَّ النفْسَ بالنفْسِ».

تذكروا هذا التاريخ جيدا (الأحد ١٢ فبراير ٢٠٢٣) يوم أسندَ المستشارُ الجليل «حمادة الصاوى»، النائبُ العام، إلى السيدة «داليا محمود» وكيلةِ النائبِ العام، تمثيلَ النيابةِ العامةِ فى مرافعتِها أمامَ محكمةِ الجناياتِ، تاريخ مسطور بأحرف من نور فى سجلات القضاء المصرى الشامخ، تأكيدًا من النائبِ العامِّ وتعبيرا عن الضمير الجمعى الوطنى لضرورةِ إشراكِ عضواتِ النيابةِ العامةِ فى كافةِ الأعمالِ القضائيةِ أسوةً بزملائهنَّ الأعضاءِ، لا فارق اليوم، وكما قال طيب الذكر «صلاح جاهين» (البنت زى الولد.. ماهيش كماله عدد / فى الاحتمال والجلد.. مذكوره ف المعجزات).

ويصادف أن تترافع وكيلة النائب العام «داليا محمود» فى قضيةٍ المجنى عليه فيها «محام».. وهكذا تدافع الوكيلة داليا عن عضو فى القضاء الواقف، ليجتمع القضاء الجالس شامخًا فوق المنصة، والقضاء الواقف ممثلا فى محامى الدفاع عن المجنى عليه (محام).. عن جدارة بنت «ماعت» المصرية التى تسعى إلى إحقاق الحق بالعدل.

واستهلتْ وكيلةُ النائبِ العامِّ مرافعتها بالإشارةِ إلى عقيدتِها خلالَ المثولِ بمحرابِ العدالةِ إخلاصًا للهِ تعالى، افتتاحية ولا أروع.. تنطق بالحق، والحق أحق أن يتبع، ووجهت رسالة العدالة: «وإلى النفوسِ التى أغواها الشيطانُ، مثلِ المتهمِ الذى أضلَّهُ شيطانُه حتى قتلَ النفسَ التى حرّمَ اللهُ قتلَها إلّا بالحقِّ، خارجًا بذلك عن سياسةِ الدينِ والقانونِ، مستحقًّا لعقابٍ من جنسِ عملِه..»، تمكن لُغوى تحسد عليه.

القضاء المصرى يتزين تاجه النفيس بريشة ماعت، وترسم ماعت صورة «الجمهورية الجديدة» صورة بهية للمرأة المصرية التى تمكنت من موقعها المستحق، استحقاقا، مستشارًا للرئيس، ووزيرة، ومحافظًا، ونيابة برلمانية، ورئاسات مؤسسية، لم يعد هناك منصب عصىّ على المرأة المصرية، وسيحمل القادم من الأيام بشريات عظيمة للمرأة.

الرئيس السيسى برز داعمًا حقيقيًا مخلصًا لحقوق المرأة المصرية وعمد إلى تمكينها، ولم يستنكف مطالبات خجولة بتمكين المرأة من رئاسة الوزارة، ابتسم فى وجهها، ولكن يقولها صريحا، تمكين المرأة ليس بالمناصب فهذا مفروغ منه ولكن باحترامها.. دمتِ محترمة سيدتى. عظيمات مصر نرفع لَكُنَّ القبعة.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى