مقالات

حمدي رزق يكتب: تسخين جبل الجليد!!

حمدي رزق يكتب: تسخين جبل الجليد!!

حمدي رزق يكتب: تسخين جبل الجليد!!
حمدي رزق

واللبيب بالإشارة يفهم، ومستوجب التوقف أمام إشارات يوم الجمعة الماضى (١١/١١) الذى مر بردا وسلاما على المصريين.

ابتداء وانتهاء، لم يكن هناك أدنى شك فى فشل هذه الدعوات التحريضية، وأشد المحرضين تفاؤلا لم يكن يأمل سوى فى «لقطة» خروج إخوانية ليلية سرية فى حارة «مزنوقة» يبنى عليها تخيلاته المرضية، حتى هذه اللقطة لم يتحصلوا عليها.. شكلهم وحش قوى قوى أمام مموليهم!!.

وابتداء وانتهاء، لم يكن أشد الوطنيين تشاؤما يظن أن شيئا ما قد يحدث، ثقة فى «الوعى الشعبى الجمعى» الذى بات يقظا لكل محاولات زعزعة الاستقرار ما يكلف ما لا نحتمل فى هذا الظرف الاقتصادى الصعيب، لسان حال الطيبين «الإخوان ملهمش أمان».

ما يستوجب التوقف أمامه بعقل بارد، مخطط الاستنزاف الممنهج لمقدرات الدولة المصرية، بمتوالية دعوات تحريضية، علما ١١/١١ سيتكرر، وكلما استردت الدولة عافيتها، وسياحتها، واستثماراتها، واحتياطياتها النقدية.. استنزفوها مجددا!.

إحصاء عدد الدعوات التحريضية فى السنوات الماضية، يحيلك إلى خطورة هذا المخطط الاستنزافى، لا تمر مناسبة وطنية إلا وحولتها منصات الإخوان الإرهابية إلى دعوة تحريضية، وما يتبعها من تحركات أرضية، ما يستلزم جهودا أمنية، وتحسبات لوجستية، صحيح الكفاءة والخبرة المصرية فى مواجهة هذه الدعوات التخريبية ناجزة وفاعلة، لكنها تكلف كثيرا.

إزاء ما يسمى خطة تسخين «جبل الجليد» وهذا مخطط استخباراتى مجرب، وحدث فى مصر قبل يناير ٢٠١١، عملية التسخين المستدامة تفكك كتل الجليد بغية ذوبانها لإغراق البلاد، عملية مستدامة وممنهجة، وتستغرق أعواما، والتسخين على مراحل، وكل مرحلة ترفع فيها درجة الحرارة حتى الوصول بالجليد إلى درجة الغليان.

إحباط مخطط ١١/١١ بوعى شعبى جمعى، وبحذر أمنى واع، لا يلفتنا عن المخطط المستدام، وقبل أن تهدأ نوبة التسخين الحالية، ستبدأ دورة تسخين جديدة فى مناسبة قريبة، وتتوالى دورات التسخين وصولا إلى درجة الغليان قبيل الانتخابات الرئاسية فى العام ٢٠٢٤. هذا هو التاريخ المستهدف بدقة، والدعوات التحريضية بروفات إعدادية، ويجرى دراستها جيدا فى أقبية استخباراتية، ويعاد رسمها، ودراسة فعاليتها، وتحديد نقاط القوة والضعف فى الصف الشعبى، بهدف إحداث اختراق ما بين الصفوف تنفذ منه الخلايا النائمة (الطابور الخامس) إلى مبتغاها.

هواجسى مشروعة، وأكاد أجزم أن مخططى ١١/١١ ما كانوا يحلمون بـ «غضبة»، فقط «لقطة» تضاف إلى لقطات سبقت، تشكل خارطة تحركات مستقبلية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية

يقينا هم يستهدفون رأس الدولة المصرية لإسقاطها من عل، كما فعلوا فى يناير ٢٠١١، وصفة مجربة، إذًا الاستهداف فى الرأس، ومركز قوة الدولة رأسها الذى يثق فيه شعبها.

تحليل مضمون محتوى منصات الإخوان قبيل ١١/١١ بشهور، التركيز على الرئيس بضراوة، واستهداف الرأس بعنف، بطائفة من الفبركات المصنعة فى فبريكات استخبارات دولية، لخلخلة اليقين الشعبى، وترجمته وطنيا ثقة الناس بالقيادة.

المخطط بلغ ذروته باستهداف الرئيس فى «شرم الشيخ»، وأحبطها الظهور الواثق للرئيس فى الفعالية العالمية التى اجتذبت أنظار العالم، وصدر عنها صور تثير حقد الممولين والمشغلين، صورة نانسى بيلوسى رئيس مجلس النواب الأمريكى (الديمقراطية) فى ذراع الرئيس السيسى، ويد الرئيس الأمريكى «جو بايدن» على كتف السيسى جابت لهم شلل رعاش!!.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى