مقالات

حمدي رزق يكتب: تهريج سياسى!!

حمدي رزق يكتب: تهريج سياسى!!

حمدي رزق يكتب: تهريج سياسى!!
حمدي رزق

العنوان أعلاه صكه السياسى المخضرم «عمرو موسى»، مؤمّنا على نداء أطلقه القطب الوفدى الكبير «محمود أباظة»، مطالبا مؤسسات الحزب بالالتزام بأحكام اللائحة التي تنظم عملية الترشيح واختيار المرشح الرئاسى ممثلا الوفد.

يقول موسى: «يجب أن ينأى الوفد والوفديون عن التهريج السياسى، انتخاب رئيس الدولة أمر جاد لا يحتمل الهزل».. أباظة وموسى وثلة من المقدرين يطلبون تحكيم اللائحة الداخلية فيما شجر بين الوفديين. نفس مطلب المرشح الرئاسى المحتمل «فؤاد بدراوى» الذي أتبع مطلبه مشفوعا بإنذار على يد محضر، موجها إلى الدكتور «عبدالسند يمامة» رئيس الحزب.

بدراوى يخطر يمامة برغبته في خوض انتخابات رئاسة الجمهورية القادمة، ويطالبه بسرعة دعوة الهيئة العليا للحزب للانعقاد خلال 15 يوما، ثم دعوة الهيئة الوفدية (الجمعية العمومية) للاجتماع عاجلا لاختيار مرشح الحزب.

الإنذار يحمل رقم 200029 بتاريخ 26 يونيو الماضى، مهلة الإنذار شارفت على النفاد، أخشى مفتتح صراع داخلى، نحذر منه ابتداء وانتهاء، الوفد لا يحتمل مثل هذا خلاف، وكفى الوفديين شر الخلاف.

المادة الحاكمة (19 مكرر) من لائحة النظام الداخلى للحزب، توفر حلا للأزمة التي تعتمل في بطن الحزب، للأسف تتدحرج الكرة الساخنة من قمة الحزب إلى قواعده تحرق الأرض الخضراء من تحت أقدامهم!.

المادة (19) تنص: «إذا قررت الهيئة العليا خوض انتخابات رئاسة الجمهورية تُدعى الهيئة الوفدية (الجمعية العمومية) لانتخاب مرشح الحزب من بين أكثر من مرشح يتقدمون من بين أعضاء الهيئة العليا وذلك بالاقتراع السرى».

تفعيل نص المادة، ودعوة الهيئة العليا لانتحاب مرشح الحزب حل نموذجى، رغبات الترشح مشروعة، وليس من الحكمة المصادرة على المطلوب وفديا، وكل من يرى في نفسه مواصفة الترشح فمن حقه إعلان رغبته، حتى في مواجهة رئيس الحزب، وفى الأخير الجمعية العمومية (الهيئة الوفدية) لها الكلمة الأخيرة.

اللائحة الوفدية لم تهمل مثل هذا موقف مقلق على مستقبل الحزب، راجعوا قول شاعر النيل طيب الذكر «حافظ إبراهيم» في قصيدة «مصر تتحدث عن نفسها»، فيها حكمة مستوجب استبطانها: «وَاصفَحوا عَن هَناتِ مَن كانَ مِنكُم/ رُبَّ هافٍ هَفا عَلى غَيرِ عَمدِ. نَحنُ نَجتازُ مَوقِفًا تَعثُرُ الآراءُ فيهِ/ وَعَثرَةُ الرَأى تُردِى».

قيادة الوفد مدعوة إلى كلمة سواء، والاحتكام للائحة الحزب، والاقتراع السرى حلا، مرشح الوفد يجب أن يختاره الوفديون بإرادة حرة، ومن يحوز ثقة الوفديين يحمل راية الحزب في الانتخابات الرئاسية.

هذا ليس بجديد على الأسماع، وهذا ما جرت عليه التقاليد في الأحزاب الليبرالية من حول العالم، ونموذج الترشح في الحزبين الأمريكيين (الجمهورى والديمقراطى) ومثله يجرى في الأحزاب البريطانية، الترشح من القاعدة إلى القمة، لا يدفع الحزب بمرشح هكذا وفق رغبته الشخصية!.

العمل الحزبى مؤسس على قواعد متبعة لا يجوز مخالفتها، من حق الدكتور «يمامة» رئيس الحزب إعلان رغبته العارمة والمبكرة في الترشح، هذا حقه، ولكن قطع الطريق، ومصادرة حق الآخرين في الترشح مخالف للأعراف التي تحددها اللائحة الوفدية.

المرشح المحتمل «فؤاد بدراوى» يحذر من أنه سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على حقه في الترشيح تحت راية الحزب، وهذا يدخل الوفد مدخلا سياسيا ضيقا.

أخشى أنها بداية طريق دخول الوفد لنفق المشاحنات القضائية في توقيت حرج سياسيا، الساحة مفتوحة للترشح رئاسيا فلماذا نضيقها على أنفسنا، ونحترب وننتحر اختلافا؟!.. استقيموا وفديا يرحمكم الله.

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى