مقالات

حمدي رزق يكتب… حق بلادك

حمدي رزق يكتب… حق بلادك

حمدي رزق يكتب... حق بلادك
حمدي رزق

ما يواجهه الرئيس السيسي والحكومة منذ (٧ سنوات) وحتى ساعته، جملة أمراض مجتمعية متوطنة وسارية، تركة ثقيلة، ومن ثقلها، ثقيلة قوى، تعرقل المسيرة، تبطئها فى طريق واعر نحو حلم «الجمهورية الجديدة».

يعوزنا ونحن نراجع «مداخلة الرئيس» خلال احتفالية إطلاق «المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية» أن نُذكّر بقول «أبوالطيب المتنبى» أعظم الشعراء العرب على مر العصور: «عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ.. وَتَأتى عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ»، والحمد لله القدرة متوفرة، والعزم أكيد على المرور من العثرة التاريخية، وكتابة «حياة كريمة» للمصريين.

ما يكابده الرئيس والحكومة والشعب جميعًا، وعلى قول شاعر النيل «حافظ إبراهيم»: «كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقى.. فى حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ»، نكابد حصاد ثالوث «الفقر والجهل والمرض»، طوق يمسك بخناق الدولة المصرية، ورغم استهداف هذا الثالوث بخطط تنموية، تنوعت بين خمسية وعشرية منذ ثورة يوليو ١٩٥٢، إلا أن الجهود المبذولة قبلًا، كما الزبد ذهبت جفاء، لأسباب يطول شرحها، بعضها خارجى، ومعظمها داخلى.

الثابت أن صحة المجتمع عليلة، أمراض متوطنة تهد حيله، وتقعده عن التحليق، يفكرك بمريض البلهارسيا، ينزف دمًا، يكاد يسقط من الإعياء، كلما همَّ بالمهمة المقدسة، أقعدته الأمراض المتوطنة مضافة إليها جملة أمراض سارية.

الدولة نجحت فى علاج البلهارسيا بحبوب سهلة البلع، وعليها أن تبحث عن علاجات ناجعة لأمراضها سهلة البلع، ولن يحدث هذا إلا بتفهم الشعب لحقيقة مرضه، وعزمه على الشفاء.

على طريقة، ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِك فتولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ.. و«إيد واحدة متسقفش»، و«القُفة أم ودنين يشيلوها اتنين»، وفى حالتنا ثلاثة وأربعة، والكل معًا، إيد واحدة وقلب واحد، على قلب رجل يحاول المستحيل، ولكن الظروف أقوى، ولكن قهر الصعاب من شمائل الرجال السمر الشداد.

الرئيس يصارح، لا يشكو، يجاهر بحقيقة المرض العضال حتى يتبين الطيبون ما نحن عليه، وما هو مستوجب، والأمل معقود على ناصية الرجال، قطعنا شوطًا فى طريق طويل، رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، والحمد لله تجاوزنا الخطوة الأولى بنجاح نُحسد عليه.

التسارع أو العَجَلة فى الميكانيكا الكلاسيكية، هو معدل تغير السرعة المتجهة بالنسبة للزمن، ونحن فى سرعة نسابق الزمن، وأحلامنا أكبر من قدرتنا على الركض ونحن مُنهكون من أثر الرحلة الشاقة.. وكم «عصا» فى العجلة؟!

مليًا فكرت فيما فاه به الرئيس عفويًا، للحظة حسبت أنه يُحدث نفسه، ويراجع أجندته التنموية، فسمعناه جيدًا، وتفهمنا حلمه، يحلم بمصر قد الدنيا، فقط ننفر إلى العمل، وكما سطر طيب الذكر «عبدالوهاب محمد» فى رائعته (حق بلادك) بلحن العظيم «رياض السنباطى»، وتغنت كوكب الشرق أم كلثوم:

«قوم بإيمان وبروح وضمير

دوس على كل الصعب وسير

حق بلادك وحده عليك…».

عيش بالأمل، والدنيا إيه من غير أمل، وبالأمل اسهر ليالى، والأمل لولاه عليا. وفى الأخير يقول الحكيم: «لابد لشعلة الأمل أن تضىء ظلمات اليأس، ولابد لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل».

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى