حمدي رزق يكتب: دعشنة إلهام شاهين؟!
صورة الفنانة «إلهام شاهين» المنشورة بالملابس الداعشية، وعصابة الرأس السوداء من مسلسل «بطلوع الروح»، كشفت عن الفكرة الداعشية المخبوءة فى بعض الأدمغة الخربة.
تخيل «بوستر» بصورة لامرأة داعشية (تقوم بدورها إلهام شاهين) تستجلب هجومات داعشية من عاديين على الفنانة الكبيرة، طلعوا روحها، لعنات وسباب وتفسيق وتكفير دون تبصر وتدبر ماهية الصورة أصلا!!.
ما للإسلام الذى تدافعون عنه بداعش؟!، تخيل رايات داعش «العمية» السوداء باتت من رايات الإسلام، والإسلام منها براء.. براء من القتل وسفك الدماء وسبى النّساء وبيعهم جوارى فى الأسواق السوداء؟!.
عجيب أمرهم، متى اخترقتكم داعش بأفكارها المتوحشة، ومتى صارت راياتها محببة لديكم، هل استفزكم لباس داعش فى عصابة سوداء على جبهة الداعشية فى المسلسل (إلهام شاهين).. ألم تروها تخزق العيون فى شمالى العراق، عجب من العجب العجاب، مسلسل يفضح جرائم داعش، رجالها ونساءها، بلباسها، وأفكارها، وخططها، يضير من؟!.
هل سكنت داعش الجوار، الدواعش بين ظهرانينا، هل تقبع داعش فى قعور بيوتنا كالحية الرقطاء، وتحتل بعض أدمغتنا، وتهيمن على أفكارنا؟!، من الذى يدافع عن داعش فى مصر؟!.
المريب فى القصة وما فيها إخوانيا وسلفيا وتكفيريا، الزج بمولانا الإمام الطيب شيخ الأزهر فى قضية مسلسل «بطلوع الروح»، والزعم بأن فضيلته خرج عن طوره وهاجم الفنانة إلهام شاهين التى تجسد دور داعشية، ورفض عرض المسلسل!!.
كذب بواح، ومستهدف الجمع بين صورة الإمام الطيب والفنانة إلهام شاهين لجلب مزيد من اللعنات المصاحبة للمشاهدات اليوتيوبية فى الفضاء الإلكترونى.
ودون الرجوع للمشيخة الأزهرية، يقينا هذا ضرب من الخبل على هبل، لا الإمام صرح ولا هاجم ولا شاف المسلسل الذى لم يعرض بعد، ولا حد فى مصر شافه أصلا، ولربما لم ينمِ لعلم مولانا أن هناك مسلسلا من أصله عنوانه «بطلوع الروح».
وقطعيًا، لم يرَ الإمام زىَّ الفنانة إلهام شاهين فى المسلسل، أعتقد أن الإمام مهتم أكثر بمؤلفات الدكتورة «إلهام شاهين» مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.
تأليب المؤسسة الأزهرية على الفن إجمالا مخطط مفضوح ومستدام ومتكرر ووراءه حزب أعداء الفن، والإمام كعادته متحسب ومتحوط، وينأى بالمشيخة عن مثل هذا الترخص الإلكترونى، الإمام فى ملكوت تانى خالص.
من النوادر أن يتحدث الإمام فى الأمور الفنية كالموسيقى والأغانى والأفلام، الإمام طابعه صوفى على المذهب المالكى، يعنى زاهد، وليس لديه وقت يضيعه، ولا حاجة لفضيلته لمجادلات ليس من ورائها طائل.
استباحة صورة الإمام، والتألى على عمامته، ونسب مقولات هجومية على المسلسل لفضيلته، كذب وزور وبهتان، ما للإمام بمثل هذه صغائر إلكترونية؟، هل يتخيل المخبولون أن الإمام الأكبر سيدافع عن داعش مثلا؟، عجبا من العجب العجاب قولهم!!.
بالمناسبة أقوى وأعنف الإدانات فى مواجهة داعش كانت أزهرية (بعيدا عن تكفيرها)، وصدر عن الإمام الأكبر تحديدا وفى كل مناسبة ما يدين داعش وأفعالها، فليس متخيلا أن ينفر الإمام لمهاجمة مسلسل لم يُعرض بعد.. ويهاجم مسلسلا يفضح.. وفنانة تفضح المسكوت عنه من سلوك داعش الإرهابى؟!.