حمدي رزق يكتب: ربع طن هيروين!
الهيروين Heroin أخطر مخدر (شبه قلوى)، مستخرج من الخشخاش المنوم، مخدر قوى مدمر للجهاز العصبى المركزى، يسبب إدمانًا جسميًا ونفسيًا رهيبًا..
تخيل فى شهر أخير، فى شهر واحد، ضبطت أجهزة المكافحة نحو ربع طن هيروين (٢٢٤.٢ كيلو جرام) مهربة إلى داخل البلاد، الرقم يخض، ربع طن ضُبط فى شهر، ولو أعلنت مكافحة المخدرات حصيلتها خلال شهور العام الجارى فحسب، يقينًا ستكون أرقامًا صادمة.
تحليل الأرقام يشى بحرب مخدرات معلنة، والعنوان «حرب الهيروين»، اختصار مُخل لحرب المخدرات التى تخوضها وزارة الداخلية فى صمت سوى تقارير أسبوعية وشهرية وسنوية موثقة بأرقام مخيفة تجفل من ضخامتها الأبدان وتقشعر.
تخيل أجهزة المكافحة فى شهر واحد (شهر الهيروين) ضبطت إلى جانبه ٦٠٣٩.٨٤٣ كيلو جرام (بانجو)، و١٩٥٨.٤٣٥ كيلو جرام (حشيش) فى حملات أمنية استمرت لمدة شهر على مستوى الجمهورية.
لا تمر مرور الكرام مثل هذه الأرقام المخيفة أمام ناظرينا دون توقف وتبين، توقف أمام واحدة من أشرس الحروب المستدامة على العقل المصرى، خطوط تجارة المخدرات لا تتوقف، وزبائنها فاغرو الأفواه طلبًا للجرعة.
تغييب العقل سلاح مجرّب فى الحروب الحديثة، واستهداف الشباب بثالوث (الهيروين والحشيش والبانجو)، فضلًا عن المخدرات الكيماوية، جد خطير، ويستوجب مزيدًا من الحملات الممنهجة للقضاء على شبكات التهريب والاتجار.
خارج الحدود «كارتلات» تستهدف استنزاف القوى الحية فى مصر وإنهاكها وتكبيد البلاد خسارة فادحة فى الأرواح، والمقدرات الاقتصادية (تجارة الهيروين بالدولار) أو كلفة العلاج من الإدمان.. مراجعة الزيادات اللافتة فى أعداد المدمنين الذين يلتحقون بدور العلاج من الإدمان تؤشر على أعداد من سقطوا فى بئر الإدمان.. وتبين حجم المجهودات الموفقة لأجهزة المكافحة فى تقفى خطوط التجارة السوداء فى البحر والبر خارج وداخل الحدود، وسلاسل الإمداد، وشبكات التوزيع، وصولا إلى تجار التجزئة، وهؤلاء منتشرون فى الحارات المزنوقة، وتقفّى آثارهم يحتاج إلى جهاز معلوماتى عتيد.
المعلوماتية سلاح الداخلية المصرية، ونجاح مكافحة المخدرات يقوم على نسق معلوماتى محكم،.. توافر المعلومات يترجم نجاحات، ومكافحة المخدرات تسجل نجاحات باهرة.. ولولا اقتصاد وزارة الداخلية فى نشر أخبار الضبطيات لأسباب أمنية لذخرت المواقع بمثل هذه نجاحات.
المؤشرات الرقمية تشى بحرب حقيقية، وأجهزة المكافحة ليست فى نزهة خلوية، تاجر المخدرات يعتنق القول «يا قاتل يا مقتول»، وهذا يُصعّب المهمة، رجال الداخلية إزاء مهمة صعيبة، أمام قتلة محترفين، يحملون غالى الأثمان، وشهداء المكافحة تتحدث عنهم الصور فى مدخل مبنى مكافحة المخدرات مكللين بالفخار.
الداخلية تخوض حربًا على أصعدة وعرة، معركة الإرهاب جد خطيرة، ونجاحاتها معلنة، ومعارك أخرى لا تقل خطورة، مهددات الأمن الاجتماعى لا تعد ولا تحصى، وأخطرها شبكات تجارة المخدرات (سوداء.. بيضاء.. وتخليقية).
لافت نجاح جهود المكافحة، تبعه زيادة فى أسعار المخدرات.. نقْصُ المعروض عكسَ زيادات مروعة فى الأسواق السوداء، وهذا يتحدث عنه جمهرة المتعاطين.. وإذا تشكّى المدمنون من نقص المعروض فهذا شهادة بنجاح خطة المكافحة.
تخيّل.. بعض العابثين اللاهين يغردون بإباحة المخدرات، سحقًا لكم.. المشرحة مش ناقصة مدمنين!.