حمدي رزق يكتب: عاشت وحدة الصحفيين
فرصة تسنح كل عامين للقاء الأحبة، الجماعة الصحفية تختلف وتتفرق بين مؤسسات قومية وحزبية وخاصة، ما بين إصدارات ورقية ملونة تسر الناظرين، ومواقع صحفية ثرية بتنوعها، ولكنها جماعة مهنية احترافية ذات بريق، تحكمها قواعد مؤسسية راسخة.
تتجلى الجماعة الوطنية بروح أخوية يوم انتخاب مجلس نقابتها، انتخابات يسودها الحب والاحترام بين المتنافسين، جميعا يخلعون الرداء الحزبى أو القبلى ويودعون العصبيات على باب النقابة فى (٤ شارع عبدالخالق ثروت) الذى عادة يعجُّ بالمحبين بعد صلاة الجمعة.
الفوز الحقيقى المأمول انتصار إرادة الصحفيين بجماعتهم التى تمثل مصدر قوتهم، وهتافهم الأثير «عاشت نقابة الصحفيين.. عاشت وحدة الصحفيين»، وتسود الروح الصحفية، ويسلم الفائز على من لم يحالفه الحظ.
تمنيات قلبية بالتوفيق لصالح جموع الصحفيين الذين يعلقون آمالهم فى رقاب مجلس جديد يتشكل بإرادة الصحفيين الحرة دون سواها.
غدًا الجمعة، إن شاء الله يوم سعيد فى نقابة الصحفيين، النقابة أزاحت سرابيلها الكئيبة التى كفنتها طويلا، واستعادت رونقها الأخاذ وكأنها تولد من جديد.
كل عامين، النقابة تجدد شبابها، الشيوخ بصحبة شباب الصحفيين، جماعة، والأجيال تتواصل، والروح تسرى طلبًا لمزيد من الحريات الصحفية، وفرصة سنحت لتجلية المطالب فى العيش الكريم.
فرصة تسنح كل عامين لتدارس الأحوال، دفتر أحوال الصحفيين، والأحوال ليست على ما يرام، وتحتاج مجلسًا محترمًا من المخلصين للمهنة، والخدمة العامة دون تمييز.
والصحفيون قادرون على الفرز والاختيار وانتخاب القادرين من بين ثلة مقدرة من المرشحين، لتشكيل مجلس يضطلع بأعباء مهنته التى تعانى بشدة لأسباب.. والأسباب معلومة لكل الصحفيين.
دومًا هناك مرشحون مميزون، ومرشحون طامحون، ومرشحون دومًا على قوائم الترشيح، وجميعا يؤجرون على نفرتهم إلى الترشيح، وتتعدد البرامج المهنية والخدمية، جميعًا نفروا إلى الخدمة الطوعية فى بلاط صاحبة الجلالة.
مطلب التغيير مقدر ومطلوب وحق مستحق، والأجدر يستحق أصوات المقدرين، ونيل الثقة ليس تشريفا ولكن تكليف، وحِمل كبير، والنقابة أمانة، يؤتمن عليها المقتدرون على الوفاء باستحقاقات الصحفيين على مر العقود.
معلوم أن انتخابات النقابات المهنية تتقرر داخل النقابات فى الصندوق، وسيما نقابة الصحفيين، الصحفيون أمناء على أصواتهم، وأصواتهم حرة، وانتخاباتهم جد نزيهة، فلا مجال للتشكيك، المهم حُسن الاختيار، والبرامج معروضة على الحوائط، فقط نُنحّى جانبًا التحزبات والعصبيات والقبليات، صوتك أمانة كما يصفون.
ما تسفر عنه إرادة الصحفيين وبأصواتهم نتيجة معتمدة ومحل ترحيب من مؤسسات الدولة، لأنها تعبير أكيد عن إرادة الصحفيين، دعك من المهاترات الفضائية والإلكترونية التى تسبق عادة الانتخابات، والدولة من رأسها تدعم النقابة ما استطاعت إليه سبيلا، مكرمة لشيوخ صاحبة الجلالة وشبابها الطموح.. واحتراما وتقديرا للمهنة السامية التى تضطلع بمهامها فى سياق الجماعة الوطنية.
سخونة المعركة الانتخابية على مقعد النقيب وستة من الأعضاء وفق القانون الداخلى الحاكم الذى سَنّه الأجداد والآباء تخلو عادة من التراشقات والملاسنات إلا قليلا. انتخابات الصحفيين عادة تجرى فى طقس أخوى جميل.
انتخاباتنا كصحفيين نموذج ومثال لنظافة المنافسة رغم حدتها.. والمرشحون يقدرون منافسيهم.. لا حزبية ولا عصبية ولا قبلية فى انتخابات.. إن شاء الله تكون نموذجًا ومثالًا ومعبرة تمامًا عن إرادة جموع الصحفيين.