مقالات

حمدي رزق يكتب: عيد القيامة فى رمضان!

حمدي رزق يكتب: عيد القيامة فى رمضان!

حمدي رزق يكتب: عيد القيامة فى رمضان!
حمدي رزق

من محاسن الصدف، ومن حسن الطالع أن يصوم المصريون، مسلمين ومسيحيين، معًا، صوم رمضان يتوافق بعضه مع الصوم الكبير، ويزداد الطالع حسنًا فى هذا البلد الطيب أن يلحق عيد الفطر بعيد القيامة، بعده بأربعة أيام فقط لا غير.

فى المحروسة، الصوم صومان، ومصر جميعها صائمة إلا مَن كان على سفر، أعاده الله من سفرته سالمًا غانمًا أو على مرض، شفاه الله وعافاه. 

والعيد هذا العام عيدان، فليفرح المصريون جميعًا، ويغتبطوا، ويهنئوا بعضهم بعضًا بالصيام والأعياد، وينعاد عليكم الأعياد بكل الخيرات.

مثل هذه المصادفات السعيدة تُفرح القلب، وترطب حرور الحياة، وتؤذن فينا بالوحدة القلبية، ما بين المسلمين والمسيحيين لا يقطعه إنسان مهما كان سيئ الطوية.

المواطنة الحقة أسمى أمانينا، وبين ظهرانينا قيادات روحية حادبة على المواطنة، وتجلى معانيها، ومَن يقترب من الإمام الأكبر الدكتور الطيب أحمد الطيب يلمس محبته لشعب الكنيسة وقيادتها الروحية قداسة البابا تواضروس الثانى، وبابا المصريين يحب شعب مصر حبًّا جمًّا وصلواته دومًا فى حب مصر، قيادة وشعبًا.

تعانُق الصومين والعيدين آية من آيات هذا الزمان، ربك يُوقِّت المواقيت، أفلا تعقلون.

نعيش حالة روحية مصرية خالصة، شعب مصر يضرب الأمثال جميعًا فى المحبة التى هى عنوان المسيحية، والرحمة عنوان الإسلام، ومصر عرفت الأديان قبل العالم، ومناراتها تعانق مآذنها، وأجراس الكنائس تلحن مع صوت الأذان، فى سيمفونية عذبة يطرب لها المحبون العاشقون لتراب هذا الوطن.

سيل التهانى التى حظى بها إخوتنا فى مفتتح الصوم الكبير، كسيل التهانى التى شيّرها المُحِبون فى مفتتح الشهر الكريم، تشرح القلب، والتهانى موصولة مع دخول العيدين، مصر فى عيد كبير، وفرح إن شاء الله مقيم، وعلى قدر نقاء وصفاء القلوب تأتى المنح الربانية، وتوافُق الصومين والعيدين منحة من السماء، فاغتنموها، فاستبقوا الخيرات، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.

صحيح مصادفة زمنية، ولكنها من محاسن الصدف، كل العلماء تقريبًا يتفقون أن المصادفات هى محض مصادفات، أى أنها تخلو من معانٍ أكبر، لكنَّها أمر نختبره جميعًا، وبشكل جامع يتخطى الحواجز الشكلية، «معنى أكبر»، كالقدَر أو القوة الإلهية، ونحن مؤمنون بالقدَر، ونستشعر القدرة الإلهية فى نظم مواقيت الكون، ونستبطن البشريات التى يجود بها سبحانه وتعالى، ونغتبط بها تفاؤلًا.

المتفائل هو مَن ينظر إلى عينيك ليرى فيها أملًا، والمتشائم هو مَن ينظر إلى قدميك حين تتعثر، وإذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود، لرأيت الجمال شائعًا فى كل ذراته، وثبت عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يعجبه الفأل، والفأل هو الكلمة الطيبة، ومعناه صحيح؛ فإنه يحب الفأل، عليه الصلاة والسلام، وينهى عن الطيرة، التشاؤم، لأن العرب فى الجاهلية كانوا أكثر ما يتشاءمون من الطيور، كالغراب أو البوم.

والتشاؤم يكون مرئيًّا أو مسموعًا أو معلومًا، والفأل هو الكلمة الطيبة التى يسمعها الإنسان فيرتاح لها، وتسره، فهذا يُقال لها الفأل، والنبى قال، وأحسنها الفأل.. وتفاءلوا خيرًا تجدوه.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى