حمدي رزق يكتب: كلاكيت عاشر مرة
وخرج النقيب «أشرف زكى» ليلا على الفضائيات منزعجا: «الحمد لله الزعيم فى نعمة كبيرة، وربنا ينعم عليه بالصحة ويطول فى عمره.. مش عارف ليه إحنا البلد الوحيد اللى بتعمل فى رموزها كده!».
أخشى نقيب المهن التمثيلية الدكتور «أشرف زكى» كل ليلة قبل ما ينام ينفى خبر وفاة زعيم الكوميديا «عادل إمام» أطال الله فى عمره، على سبيل الاحتياط، وفى الصباح يعاود نفى ما شاع ليلا!!.
وهكذا دواليك، النقيب ينفى وينفى وينفى، كلاكيت لعاشر مرة، فيلم الموسم «وفاة الزعيم»، النقيب أشرف سيجن، يطارد شائعة كالحية الرقطاء تلتف حول قدمى الزعيم..
النقيب يشكو من سيل الأخبار السوداء (مش ملاحق على نفيها وتكذيبها)، تقريبا ينفى شائعة وفاة «عادل إمام» خمس مرات فى اليوم والليلة..
بالحساب، الأستاذ عادل الأكثر استهدافا بالشائعات السوداء، تحس أن هناك روحا شريرة تتعقبه، هناك من يحدث نفسه الأمارة بالسوء متمنيا رحيل الزعيم، ولا يكل ولا يمل من تكرار الشائعة، تقريبا بنفس التفاصيل، ونفس المصادر المجهولة.
شائعة يتبعها أذى لأسرة الزعيم التى تتلقى الأخبار السوداء وهم متحلقون من حول الزعيم يداعب أحفاده، لسان الحال: من ذا الذى يتعجل الآجال؟!.
تقريبا لا يمر يوم إلا بإشاعة خبيثة تحمل خبر سوداويا يحزن المحبين، ولا سبيل للتيقن حتى يخرج النقيب نافيا، وكأن شيئًا ما كان.. هكذا، تمضى أسرة الزعيم أيامها بين خبر وفاة ونفى، لا الأخبار الكاذبة تنقطع، ولا سبيل لإيقافها، حتى بالقانون.
فى الفضاء الإلكترونى هناك منصات إلكترونية عقورة تخصصت فى إطلاق مثل هذه الأخبار السوداء، أخشى أخبار الوفيات الوهمية صارت ظاهرة سوداوية، وكم من نجوم المجتمع تأذوا بمثل هذه شائعات، مزعجة، بعضهم يقابلها بسخرية، وبعضهم يتشاءم، والبعض يكتئب، «مستعجلين على موتنا كده ليه»؟!
كثير ممن أصابتهم مثل هذه الأخبار السوداء يتألمون فى صمت، جد لا أخلاقى ولا إنسانى أن تصحو من نومك وقبل أن تصلى وتشكر الله على نعمائه تطالع خبر موتك مع قهوة الصباح، حاجة تغم وتسد النفس عن الزاد.
والأسرة يصيبها فزع رهيب، والأحبة والخلان تداهمهم الفجيعة، والأصدقاء يبادرون بالاتصال بعضهم بعضا للتيقن من الخبر الحزين، ونفر دون يقين يشير الخبر، رغبة فى السبق الحزين.
أذكر أن طيب الذكر المرحوم «فريد شوقي» قرأ نعيه فى نشرة الأخبار ذات مساء، والمرحوم «فريد الديب» قرر نعى نفسه بعد توالى أخبار رحيله.. ريحهم وارتاح.. الله يرحمه.
صار واضحا استهداف صفحات بعينها لرموز مصر ونجومها الساطعة بمثل هذه الأخبار السوداء، النجم «عادل إمام» الذى أصابته الأخبار السوداء مرارا، ليس استثناءً، يستهدفون رموز الدولة المصرية جميعا، نجوم الفكر والفن والثقافة والسينما والأدب فى مرمى الاستهداف، البعض يتمنون مصر خرابة لا يسطع فى سمائها نجم لامع.
ويتخزق لهم عين، ولا يرون مصر إلا وقد أبيدت عن آخر شعبها.. ولكل أجل كتاب، ومصر ونجومها محفوظة بعناية السماء، ودعاء بطول العمر للكبير سنا ومقاما زعيم الكوميديا «عادل إمام».