حمدي رزق يكتب: لماذا يحرقون المصحف؟!
رهاب الإسلام (Islamophobia) إسلاموفوبيا، تترجم التحامل والكراهية والخوف من الإسلام أو من المسلمين، والإسلاموفوبيا كلمة مستحدثة، تتكون من كلمتى إسلام، وفوبيا، ويُقصد بها الخوف أو الرهاب غير العقلانى من شىء يتجاوز خطره الفعلى المفترض.
قاموس «أكسفورد الإنجليزى» يعرف الإسلاموفوبيا بـ«الخوف والكراهية الموجهة ضد الإسلام، كقوة سياسية تحديدًا، والتحامل والتمييز ضد المسلمين».
وعرّف بعض الباحثين الإسلاموفوبيا بأنها شكل من أشكال العنصرية، وآخرون اعتبروها ظاهرة مصاحبة لتزايد عدد المهاجرين المسلمين فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، وربطها البعض الآخر بأحداث 11 سبتمبر.
جد بلغ الاستفزاز مبلغه، إقدام زعيم حزب «الخط المتشدد» الدنماركى اليمينى المتطرف «راسموس بالودان» على إحراق نسخة من المصحف فى العاصمة «ستوكهولم» فعل عنصرى بربرى بغيض، يستوجب اعتذارًا من السلطات السويدية، التى سمحت لهذا الكائن المتحول بحرق كتابنا المقدس علانية فى مشهد همجى استفزازى مقيت.
الإدانة المصرية، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، على وقتها، وعلى مستوى الحدث الاستفزارى، نصًّا من البيان: «هذا تصرف شائن يستفز مشاعر مئات الملايين من المسلمين فى كافة أنحاء العالم».
مصر تحذر من مخاطر انتشار هذه الأعمال، التى تسىء إلى الأديان وتؤجج خطاب الكراهية والعنف، داعية إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمى، ومنع الإساءة لجميع الأديان ومقدساتها من خلال مثل تلك الممارسات المتطرفة، التى تتنافى مع قيم احترام الآخر وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
كفانا البيان مؤنة الرد على هذا الموتور، وليتّقوا غضبة المسلمين، غضبتهم لا قِبَل لكم بها، وحرق المصحف عمل عدائى معلن، واستعداء لملايين المسلمين المسالمين من حول العالم، والمشرحة العالمية مش ناقصة هَبّات تحرق الأخضر واليابس، كفانا حروبًا وقتلًا ودمارًا.
البشرية ابتُليت بأمثال هؤلاء المهاويس، كالفيروسات المعدية، مصابة برهاب الإسلام، حين يخرج علينا مهووس يُهين مقدساتنا، تحت حجج واهية وتبريرات موهومة، تثير العواطف الدينية، والعواطف الدينية كالقنابل حارقة.
أبدًا، ليست حريةَ رأى، بل دعوة صريحة إلى الكراهية والعنف، وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية، وتبرير هذا الفعل الشائن بدعوى حماية حرية التعبير هو فهمٌ قاصرٌ للفرق بين الحق الإنسانى فى الحرية والجريمة فى حق الإنسانية باسم حماية الحريات.
بلغت العنصرية فى بلاد الغرب مبلغًا شاذًّا فى حك أنوف المسلمين، لن نصبر على الإهانة طويلًا، ليس مطلوبًا منّا أن نقطع ألسنتنا بحجة حرية التعبير التى يُحدثنا بها ساسة الغرب ومفكروه، مثل هذه الأفعال الهوجاء تثير كراهية لا محلها ولا وقتها ولا حاجة لنا بها، تستنفر النوازع الشريرة، وردود الأفعال العنيفة، تعطى الإرهاب حجة علينا.
الكراهية المتوقعة كرد فعل جد خطيرة، تجاوز الردود الدبلوماسية، التى صدرت من عواصم إسلامية معتدلة، مصر نموذجًا ومثالًا، ولن نمالئ حكومة السويد فى سياق حرية التعبير على إهانة القرآن الكريم، ولن ننافق الهمج من أمثال اليمينى المتطرف «راسموس بالودان» لنُحسب لديهم متحضرين.
إذا كان شرط الليبرالية أن نصمت على حرق المصحف، إذا كان شرط التحضر أن نخرس ونقف فى الصف مطأطئى الرؤوس، إذا كان شرط حرية التعبير والتنوير أن يُحرق المصحف أمام أعيننا ونحن صاغرون، هذه شروط إذعان مجحفة.. فلا نامت أعين الجبناء.