حمدي رزق يكتب: محمد يحيى..
قلب شجاع، مفطور على الشهامة، والنخوة، نفر لإنقاذ إخوته، لم يخش حريقا، ولا خاف ألسنة اللهب، قلب المؤمن جسور، اقتحم «الكنيسة» أعزل، مخاطرا بحياته لإنقاذ أرواح بريئة..
صورة مفعمة بالمحبة، تصب فى كتاب «فقه المواطنة الشعبية»، وهو كتاب يحوى قصصًا وحكايات ومرويات تشرح القلب الحزين، وانشرح قلب أخوتنا لتضحية محمد فكالوا له الثناء، مشكورا .. ولا شكر على واجب.
صورة «محمد يحيى» فى سرير المستشفى وقادة الكنيسة يتحلقون من حوله ، و يباركون صنيعه، والبابا يباركه، ويثنى عليه فى تصريحاته الفضائية، ويتمنى شفاءه، صورة لا تخطئها عين مراقب عن كثب لتجلى روح المواطنة فى يوميات هذا الشعب الطيب.
لا تسألن عن السبب، وهل يسأل محب عن المحبة، «محمد» أحد عناوين المحبة فى بلد المحبة، وأن تعدوا صور المحبة فى المحروسة لاتحصوها، صورة بألف مما تعدون.
المحبة ساكنة تحت الجلد تحديدًا فى قلب الطيبين، ليتكم تفقهون «فقه المحبة»، الذى جافاه قساة القلوب، تجلى هذه الصورة الطيبة فى»حريق كنيسة أبو سيفين» يمحق صورًا كئيبة صورتها نفوس خبيثة، بين ظهرانينا بشر يقتاتون الكراهية، ويصدرون الجفوة، ويظلمون ذوى القربى، ويطالعون كتاب «فقه الكراهية».
مقدر ومعتبر من «محمد» هذا الصنيع الطيب، محمد بصنيعه يغسل سخام عقود طويلة عبرت تفشت فيها فتاوى الكراهية وصدرتها وجوه قبيحة، وألسنة حداد سلقت إخوتنا بفاحش القول، وهم أقرب إلينا مودة.
محمد (ربنا يتمم شفاءه) عمل ما يمليه عليه قلبه، ووصاه به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والسؤال هل عملنا ما علينا، هل قمنا بالواجب، هل أصلحنا أنفسنا، هل روينا الحقول بماء المحبة.
وهن العظم واشتعل الرأس شيبا ونحن نتشوق لقطرات ندى المحبة تلمع على الورق الأخضر ساعة شروق شمس الوطن.