مقالات

حمدي رزق يكتب: من قلبه وروحه مصري

حمدي رزق يكتب: من قلبه وروحه مصري

حمدي رزق يكتب: من قلبه وروحه مصري
حمدي رزق

يعلمنا المعلم «جبران خليل جبران»: أن «التجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب»، ويقول: «أنا لا أجيد ثقافة الإساءة، لكن بالمقابل أتقن مبدأ التجاهل.. وبشدة»..

كفانى الجراح المصرى «هانى عبد الجواد» مؤنة الرد على الأكاديمى الكويتى، «سلطان الحربى»، بتدوينة تحمل ردا مهذبا يشع وطنية وانتماء، فعلًا المصرى مصرى بروحه وانتمائه وذكائه، مهذب من يومه، وكما كتبت الوطنية العظيمة «كوثر مصطفى» عن المصرى:

«عارف معنى إنه/ من قلبه وروحه مصرى/ والنيل جوه بيسرى/ تاريخ أرضه وبلاده/ بيجرى جوه دمه».

الأكاديمى الكويتى، «سلطان الحربى» استثناء من محبة شعبنا الكويتى، جاوز الأصول المرعية وانجرف وانحرف عن الخط المستقيم الواصل بين الأشقاء فى مصر والكويت.

وتحدث سلطان بما لا يليق عن وطن عظيم اسمه مصر، وقال الحربى فى تدوينته المنشورة على صفحته بمنصة إكس (تويتر سابقا): «بما أن مصر قد سقطت ومركبها قد غرقت، وباتت الدول تأخذ أفضل وأبرع أبنائها، فإنى أقترح أن تأخذ الكويت الطبيب الجرّاح الساحر الدكتور هانى عبدالجواد ليفتح عيادته عندنا ونستفيد من علمه وإبداعه الكثير».

ليرد الجراح الوطنى «هانى باشا عبد الجواد المصرى» بتهذيب منبعه التقاليد المرعبة مصريا التى ترفض الإساءة، وتترفع عن الصغائر، قال لا فض فوه: «مصر ممكن تمرض أو تتعثر، لكن لا يمكن تسقط ولا يمكن تموت يا دكتور سلطان.. التاريخ بيقول كدا».

رفض بإباء وشمم لعرض مشموم، وأظنه (سلطان) نادم على سطوره الكريهة، وإن لم يعتذر عنها بعد، تدارى فى كلمات، يشكر الدكتور هانى، ليست كافية ومستوجب الاعتذار، والاعتذار من شيم الكبار.

عموما مغفور له من قبيل المحبة، المصريون عادة ما يغفرون الزلات متسامين عن الصغائر التى تصدر عن نفر من الأشقاء الذين تأخذهم العزة بالإثم، قدر الكبير يكون كبيرا مهما تصاغر البعض، يترفع عندما يتجاوز الآخرون، يرفع ثيابه، ويتطهر، لا يخوض معارك خاسرة.

الغضبة المصرية الهصور فى الفضاء الإلكترونى على مثل هذه تجاوزات فردية لا تعبر عن المجموع الكويتى المفعم بالمحبة والتقدير والاحترام، لا تحرفنا عن تقاليدنا المرعية فى تجاهل الإساءات الفردية، ولنا فى الكويت قلوب مليونية محبة وتتمنى الخير لمصر.

مصريا يقولون، علشان الورد يستقى العليق، وما بين الشعبين المصرى والكويتى محبة الأشقاء، وعلى رأى «محمد عبد المطلب»: «الناس المغرمين، بيكونوا حنينين، ويخافوا ع الشعور، الصبر بيخلقوه، والبال بيطولوه.. ويشوفوا الضلما نور».

موش زيك يا سلطان، الناس المحبين ما يكتبوش كده، ولا يطلبوا العداء، ومصر يا سلطان السلاطين تمرض ولا تموت، تضعف ولا تركع، والمصريون الأصلاء لا يرتضون بغير الجنسية المصرية بديلا.

وكلمة فى أذنك وآذان البعض، لا يغرنك بالمصريين الغرور، مصر ستقوم قيامتها، وتنهض من كبوتها، وتشع نورا، المصرى فى العثرة يأكلها بدقة، والمصرى شبعان على طبلية أبوه، وياما دقت على الرؤوس طبول، ولكن المصرى هو المصرى، معدنه أصيل، ويعرف الأصول ولا يرد على المسيئين إلا بما تقتضيه التقاليد المرعية.. يعتنق مبدأ المعلم جبران: التجاهل وبشدة.

 

 

 

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى