مقالات

حمدي رزق يكتب: هجمة مرتدة على الإمام الأكبر!

حمدي رزق يكتب: هجمة مرتدة على الإمام الأكبر!

حمدي رزق يكتب: هجمة مرتدة على الإمام الأكبر!
حمدي رزق

«أهنئ إخوتى وأصدقائى الأعزاء، البابا فرنسيس، والبابا تواضروس، ورئيس أساقفة كانتربرى، د. جاستن ويلبى، وبطريرك القسطنطينية، برثلماوس الأول، وقادة الكنائس والإخوة المسيحيين فى الشرق والغرب بأعياد الميلاد.. وأدعو الله أن يعلو صوت الأخوة والسلام، ويسود الأمن والاستقرار فى كل مكان». أعلاه، تهنئة كريمة من فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لإخوته المسيحيين وقادتهم من حول العالم بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح، عليه السلام.

تهنئة تعبر عن خلق إسلامى رفيع منبثق من نور القرآن الكريم والسنة الشريفة، مولانا لسان أزهرى ناطق بالمحبة، تترجم إنسانية خالصة، هل أخطأ مولانا، غلط فى البخارى مثلًا، حتى مولانا الطيب لم يسلم من ألسنتهم الحداد!.

مطالعة التعليقات العقورة لنفر من شذاذ الآفاق على التفاعلى تحت تهنئة الإمام الطيب تصيبك بالصدمة من سوء الأدب مع الإمام، وتترى بعضهم فى وحل نفسه إساءة لرجل قال ربى الله ثم استقام على سنة رسوله الكريم.

عجيب أمرهم، يثير العجب العجاب، فيمَ أخطأ مولانا الطيب؟!، هل حرّف فى الآيات، هل خرج على شرع الله، هل جاوز الحدود الشرعية، هل خاصم سنة المصطفى، عليه أفضل الصلاة والسلام؟.

مولانا الطيب لا تحزن، ولا تُرِ للأعادى قط حزنًا، فإن شماتة الأعدا بلاء، واعلم يا طيب القلب لن ترضى عنك الإخوان ولا السلفيون حتى تتبع طريقهم فى العداوة والبغضاء لإخوتنا فى الإنسانية بعامة، وبخاصة إخوة الوطن من المسيحيين.

الإمام الطيب يخط طريقًا بين جبال الكراهية بتأسيس «فقه المحبة»، واستصلاح حقل الشوك، وتنقية الآفات الضارة من شجر الوطن، أعانه الله.

وأزيدكم من المحبة بيتًا، سيحل الإمام الأكبر ورموز المؤسسة الدينية الإسلامية ضيفًا عزيزًا على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتهنئة قداسة البابا وشعب الكنيسة الوطنية بحلول عيد الميلاد الجديد، وهذا ليس بجديد على فضيلته، هذه عادته السنوية التى يحرص عليها ويتشوق لقدومها ليلتقى بحبيبه، صديقه المقرب إلى نفسه، قداسة البابا تواضروس الثانى.

التهنئة الأزهرية نزلت بردًا وسلامًا على قلب شعب الكنيسة، وأشَعّت على مسيحيى العالم محبة، التهنئة الراقية التى تنبع من نفس طيبة ليست غريبة على الإمام الطيب، ولو يفقهون فقه الإمام، وراجعوا أقواله على مدار عقد فى المشيخة، والمسجلة فى مانشيتات صحيفة «صوت الأزهر»، لسان حال المشيخة والشيخ، لثابوا إلى رشدهم، ولكن للأسف هم فى غيّهم يعمهون.

الإمام هو القائل بصدق: (المسيحيون مواطنون كاملون وليسوا أهل ذمة)، و(تدمع عينى حين أقرأ موعظة المسيح على الجبل)، و(تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا يعرفه الإسلام)، و(احترسوا من أى فكر منحرف يسمح بالإساءة إلى المسيحيين)، و(الإسلام ليس ضد بناء الكنائس، والمسلمون مأمورون بالدفاع عنها ضد أى اعتداء).

هذا سياق الإمام الأكبر، ويعبر عن الأزهر الشريف، وسياق صحيفة «صوت الأزهر»، التى عادة ما تخصص عددًا كاملًا فى عيد الميلاد تطرزه بآيات من القرآن الكريم فى وصف السيد المسيح، عليه السلام، وتزيد بأعداد عن ستنا، أم النور، مريم العذراء.

بُورِكْتَ يا مولانا، وتهنئة مباركة لإخواننا فى مشارق الأرض ومغاربها، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ.

(نكمل وقائع الرحلة التنزانية غدًا).

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى