حمدي رزق يكتب: «وغدًا ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولى»
شطرة من بيت شعر تكفى «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل»، وعلى نظم طيب الذكر الشاعر السودانى الكبير «الهادى آدم»، «وغدا تأتلف الجنة أنهارا وظلا، وغدا ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولى»
للطبيب الروائى المصرى الرقيق «محمد المنسى قنديل» قول مأثور «اليأس مرض معدٍ»، ما يستوجب ارتداء كمامة الأمل خشية العدوى..
فيروس اليأس سريع الانتشار، وأعراضه خطيرة، ومنه فيروسات مصنعة فى أقبية استخباراتية، عادة ما تستهدف الطيبين بهجمات فيروسية تيئيسية بغرض إفقادهم الثقة فى أنفسهم وفى قيادتهم ليسهل اختراقهم.
لافت فى الفضاء الإلكترونى متوالية هجمات فيروسية خبيثة لإصابة المصريين بالإحباط، عادة يصيب ضعاف النفوس، يرى البعض منهم فى الطرقات صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعد فى السماء، ويزفر لافحا، ويرعى ويزيد، ناقما قانطا، وربك سبحانه يقول: «… فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون» (يوسف/ ١٨).
ما أخشاه أنهم يعمدون إلى نشر فيروس اليأس بين الناس وفق خطة ممنهجة تستهدف إشاعة الإحباط العام، تنبنى عليه خطة خبيثة لإشاعة الفوضى، وإعادة العجلة إلى الوراء، ونرجع تأنيا لأيام، الله لا يعودها، أيام سودة، ما صدقنا طلع لها فجر.
الهجمات الإلكترونية تتصاعد، والحرب النفسية على أشدها، ما يستنزف طاقة الدولة والشعب، ما يستوجب علاج الآثار النفسية المتوقعة والمترتبة على الإصابة بفيروس الإحباط العام.
مستوجب توفير المعلومات على وقتها، فى التو واللحظة، توفير حد أدنى من المعلومات اليقينية التى تقى الجموع، وتكبح تفشى حالة الخوف والتوتر والإحباط التى تنتشر بفعل الشائعات التى تطلقها منصات عقورة بين الناس الطيبة.
مهم جدا الحفاظ على المعنويات عالية، والهمم مرتفعة، وبريق الأمل يلمع، ومستوجب تحصين الجموع من الإصابة باليأس، بإشاعة الأمل.. وإشاعة الأمل صنعة كما يقولون.
شيوع اليأس جد خطير، والعاملون على إشاعة الإحباط ينشطون، والخلايا الفيروسية النائمة تستيقظ، وترويج الشائعات بضاعة، والهرى بمعلومات مضللة مقصود لتشتيت الانتباه، وخلخلة البناء، وضرب الحلقة الشعبية الصلبة المتحلقة حول القيادة المؤتمنة فى توقيت جد حساس.
ومع ندرة الخبراء المتحدثين الفاهمين بأحوال الاقتصاد، ودخول نفر من المدعين على الخط بتحليلات خبيثة، مثل دس السم فى العسل، وتشوق الطيبين إلى معلومة يقينية تبل الريق.
فى مثل هذه الأجواء المشوبة بالتوتر لا يجوز ترك الجموع فى الطرقات هائمين على وجوههم، فريسة لمنصات «إخوان الشيطان» دون معلومات مدققة من وجوه موثوقة.
أصاب الفقيه «ابن النحوى» قولا بليغا: «اشتدى أزمة تنفرجى.. قد آذن ليلك بالبلج»، والثقة فى الله مستوجبة، «إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» (التوبة/ ٤٠)، وإذا لزم الأمر كلنا جنود مجندة فى حب الوطن.
قطع الطريق على «الطابور الخامس» ضرورة وطنية، إنهم يتخفون بين الصفوف ناشرى عدوى اليأس والإحباط، ويعمدون اختراقا إلى تفكيك الجبهة الداخلية، ويتحركون باحترافية استخباراتية، ويروجون تقارير وهمية مضللة منسوبة لمنصات غربية وهمية، ويهرفون بأرقام عبثية لا تقف على قدمين، لكن مع نقص المضادات الحيوية، أقصد المعلومات والأرقام اليقينية للأسف يسود هؤلاء الفضاءات الإلكترونية بفيروساتهم المعدية.